تمثل الشائعات والأكاذيب التي تروجها جماعة الإخوان الإرهابية عبر لجانها الإلكترونية خطرًا جسيمًا على الأمن القومي المصري، حيث تعتمد على استراتيجيات منظمة لتضليل الرأي العام وزرع الفتنة والتشكيك في إنجازات الدولة ومؤسساتها الوطنية.
وتستخدم الجماعة هذه الأساليب كجزء من حرب نفسية تستهدف ضرب الثقة بين الشعب وقيادته من خلال نشر معلومات مغلوطة ومحتوى مفبرك بأساليب تبدو مقنعة، مما يخلق حالة من الفوضى المعرفية والارتباك المجتمعي، كما تستخدم في ذلك أدوات تقنية متطورة تشمل الحسابات المزيفة والبرمجيات الآلية لنشر الأكاذيب بسرعة وانتشار واسع النطاق
وقال سامح عيد، القيادي الإخواني المنشق، إن المخططات الممنهجة لجماعة الإخوان الإرهابية باستخدام اللجان الإلكترونية وسلاح الشائعات والأكاذيب تعد من أخطر التهديدات التي تواجه الأمن القومي المصري في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن الجماعة تعتمد على استراتيجيات منظمة تسعى إلى تضليل الرأي العام وزرع الشكوك حول إنجازات الدولة ومؤسساتها بهدف زعزعة الاستقرار وبث الفوضى في المجتمع.
استغلال نقاط الضعف في الوعي المجتمعي
وأكد عيد، في تصريحات خاصة، أن جماعة الإخوان تستغل نقاط الضعف في الوعي المجتمعي، حيث تنشر شائعات تستهدف المشروعات القومية الكبرى والسياسات الحكومية التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين، وتُظهر هذه الشائعات الإنجازات بشكل سلبي أو تدّعي فشلها دون تقديم أي دليل حقيقي، مما يؤدي إلى إضعاف الثقة بين الشعب وقيادته.
ولفت إلى أن اللجان الالكترونية للإخوان تلجأ إلى استخدام الصور والفيديوهات المعدّلة تقنيًا لبث مشاهد مفبركة توحي بسوء الإدارة، الأمر الذي يُفاقم من تأثير هذه الحرب النفسية على المواطنين الذين قد يفتقر بعضهم إلى القدرة على التمييز بين المعلومات الصحيحة والزائفة.
من جانبه قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن استخدام التكنولوجيا من قبل اللجان الالكترونية للإخوان وهذا ما يسمى حروب الجيل الرابع وهي تعد من أصعب الحروب لأنها تستهدف الوعي وعقول المواطنين، في محاولة لشق الصف، مشيرا إلى أن اللجان الإلكترونية تعمل على تكرار الرسائل المغلوطة عبر آلاف الحسابات المزيفة التي يتم تشغيلها بنظام آلي يضمن انتشار الرسائل على نطاق واسع وفي وقت قياسي، مما يُشعر المواطن بوجود أزمة حقيقية حتى وإن كانت غير موجودة في الواقع، وعندما تصاحب هذه الشائعات أزمات حقيقية أو تحديات اقتصادية، تصبح قدرتها على التأثير أكثر خطورة لأنها تضخم من حجم المشكلة وتُفقد الناس الثقة في الحلول المقدمة.
من جهته قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، إن شائعات الجماعة تستهدف الجيش والشرطة، وهما الركيزتان الأساسيتان لحماية الأمن القومي، حيث تعتمد حملات التشويه على إشاعة الأكاذيب التي تدعي انتهاكات أو تقصير في أداء المهام الأمنية، وذلك لإضعاف صورة هذه المؤسسات أمام الشعب وزيادة الفجوة بينها وبين المواطنين، مما يعد هذا السلوك تهديدًا مباشرًا لقدرة الدولة على الحفاظ على سيادتها واستقرارها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
ولفت الشهابي، في تصريحات خاصة، أنه برغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية لمواجهة هذه الحملات الممنهجة، تظل الحاجة ملحة إلى زيادة الوعي المجتمعي حول مخاطر الشائعات وطرق التصدي لها، مشيرا إلى أن التعاون بين المواطنين والجهات المعنية في التحقق من المعلومات وتجنب إعادة نشر الأخبار غير المؤكدة يشكل خط الدفاع الأول ضد هذه الحرب النفسية.
0 تعليق