من جديد تجد الصين نفسها في مواجهة تحدي صحي جديد، ولكن هذه المرة مع فيروس تنفسي، وهو فيروس HMPV (الفيروس الرئوي البشري)، ومع ارتفاع مفاجئ في الإصابات خلال موسم الشتاء، اضطرت السلطات الصحية إلى فرض إجراءات طارئة لمواجهة التفشي السريع، مما أثار تساؤلات كبيرة حول مدى تأثير الفيروس واحتمال انتشار أزمة صحية جديدة.

ما هو فيروس HMPV؟

HMPV هو فيروس تنفسي تم اكتشافه لأول مرة في 2001، ويشترك في أعراضه مع نزلات البرد والأنفلونزا، بينما غالبًا ما يكون المرض خفيفًا، يمكن أن يتحول إلى حالة أكثر خطورة، خاصة لدى الرضع وكبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، حيث قد يتسبب في التهاب رئوي.

 وبينما لم يكن هذا الفيروس يحظى باهتمام كبير سابقًا، جاءت الزيادة الأخيرة في الإصابات، خصوصًا بين الأطفال، لتلفت الأنظار إليه.

تفشي الفيروس في الصين

انتشرت صور ومقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الازدحام في المستشفيات الصينية وأشخاصًا يرتدون أقنعة وقائية، مما جعل البعض يقارن بين الوضع الحالي وحالة التفشي الأولية لفيروس كورونا في عام 2019، لكن السلطات الصحية الصينية أكدت أن هذه الزيادة في الحالات تتماشى مع الاتجاهات الموسمية المعهودة في فصل الشتاء.

رغم هذه التطمينات، إلا أن الزيادة السريعة في الإصابات قد دفعت الصين إلى تعزيز الرقابة الصحية واتخاذ تدابير جديدة لتقليل انتشار الفيروس، وقللت الحكومة الصينية من تداعيات المرض، مؤكدة أن هذا النوع من العدوى يحدث سنويًا في هذا الوقت من العام.

كيف ينتقل فيروس HMPV؟

ينتقل فيروس HMPV عن طريق الرذاذ التنفسي أو ملامسة الأسطح الملوثة، ما يجعله سريع الانتشار بين الأفراد، خاصة في الأماكن المغلقة، وهذا يفسر الارتفاع الكبير في عدد الحالات في المناطق الشمالية من الصين، حيث تزداد التفاعلات داخل الأماكن المغلقة بسبب الطقس البارد.

هل يعتبر فيروس HMPV خطرًا صحيًا كبيرًا؟

على الرغم من تفشي الفيروس لم تصنف منظمة الصحة العالمية فيروس HMPV كحالة طوارئ صحية عالمية حتى الآن، لكن السلطات الصينية تستمر في العمل على تحسين نظام المراقبة للكشف المبكر عن الحالات وتقديم العلاج اللازم، وقد بدأت برامج تجريبية لمتابعة حالات الالتهاب الرئوي غير المعلوم لضمان استجابة فعالة في مواجهة الحالات المتزايدة.

أعراض فيروس HMPV

تشمل أعراض فيروس HMPV السعال، الحمى، احتقان الأنف، والإرهاق، وتستمر فترة الحضانة بين 3 إلى 6 أيام. بما أن الفيروس لا يحتوي على علاج مضاد، تركز الإجراءات العلاجية بشكل أساسي على إدارة الأعراض وتخفيف الأعراض التنفسية.