مساحة للوقت
مع نهاية عام 2024، كان التفاؤل والاستقرار مشهداً وميداناً للشعب السوري الشقيق، الذي أزاح بثورته البيضاء نظاماً مستبداً استمر 54 عاماً.
فكانت بشائر النصر، ورايات سورية الجديدة، محط اهتمام العالم بأسره، بل تسابق الجميع لرفع تلك الراية في معظم المدن العالمية، على مباني سفارات سورية، اعترافاً بالحكومة السورية الموقتة.
كذلك، فتحت العديد من دول العالم أبوابها للترحيب بوفود رسمية سورية، وأرسلت وفودها إلى دمشق تأكيداً للدعم الكامل للشعب، والنظام السوري الجديد.
هذا الانفتاح يشعرنا، بل يشعر الكثير بأن عام 2025 سيكون عاماً للاستقرار والتفاؤل على سوريا، عربياً، وعالمياً، إلا أن هناك العديد من الأسباب التي تدعونا للتشاؤم، بسبب تصريحات متتالية صدرت عن "الخاسر" الوحيد من انتصار الشعب السوري، وانفصاله عن منظومته السابقة (دول المواجهة).
لذلك نجد تضارب المصالح اليوم في ظل هذا الموقف الجديد لحكومة دمشق من علاقتها بالحليف الستراتيجي السابق في طهران، والتصريحات الأخيرة الصادرة من أعلى المستويات السياسية والعسكرية الايرانية تجاه دمشق.
هذه التصريحات تدعونا إلى الحذر باستقرار المنطقة العربية، وعام 2025 بكل هذه البساطة.
ورغم أننا لا نرغب في أن يكون عام 2025 عام دمار لمنطقتنا، إلا أننا نتطلع بإيجابية إلى المصالح الدولية التي قد تجعل من شهر يناير الجاري بداية لمرحلة من الاتصالات الدولية والإقليمية التي تدفع باتجاه زحزحة حالة التشاؤم التي نعيشها، رغم الفرحة الكبيرة التي يعيشها الشعب السوري الشقيق، والإقليم قاطبة.
من هنا، نرى أن تفاؤلنا بالاستقرار السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، والأمني في سورية الجديدة هو الأهم، والداعم للاستقرار الشامل في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2025 بشكل كبير ودائم، بعون الله وفضله.
لذلك، تقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية الوقوف مع أشقائنا السوريين وحكومتهم الجديدة، وترميم ما أفسدته سنوات التشاؤم والتباعد والجفاء... والله المستعان.
كاتب كويتي
0 تعليق