متى يعتذر الوزراء؟

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قضية ورأى

الإثنين 06/يناير/2025 - 07:54 م 1/6/2025 7:54:13 PM

ثمة تحية واجبة للمهندس شريف الشربينى ،وزير الإسكان، والدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، على اعتذارهما لأهالى المحافظة بسبب مشكلة مياه الشرب.
غضب الأهالى من مشكلة ضعف شبكات المياه، فاصطحب الوزير نائبه النشط الدكتور سيد إسماعيل، وشكل خلية أزمة مع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى.
والتقى الوزير، الأهالى والقيادات الشعبية، معتذرا لهم، رغم أن المشكلة متراكمة منذ سنوات وعقود سابقة.
ربما لم نعتد فى مصر ثقافة الاعتذار الحكومى عن الأخطاء إذ إن الموروث منذ الخمسينيات أن الوزراء لا يعتذرون حتى لو تسببوا فى كارثة، وأن الحكومة المركزية كرامتها من كرامة الحاكم ومن كرامة الدولة، لا يمكن أن تعتذر لمواطن أو للشعب.
وطوال عهد الرئيس مبارك كان القرار هو قرار الرئيس وإقالة المسئول لا تكون بسبب إخفاق.. كما أن انتصارات الوزير لا تعنى استمراره فى منصبه.
فكم من وزير توشح بسخط شعبى وظل فى منصبه طويلا وكم من وزير أحبه الشعب وتمت الإطاحة به.
وأذكر أن بعض الوزراء فى عهد الرئيس السابق مبارك كانوا إذا استشعروا تغييرا وزاريا يطلبون من صحف المعارضة أن تزيد هجومها عليهم، لأن الهجوم على الوزراء كان يشعل عند الرئيس غريزة العند، ويبقى على الوزير نكاية فى المعارضة.
الاستثناء الوحيد كان المهندس محمد منصور، وزير النقل، وربما أن موقفه كان غريبا فى ذلك الوقت، إذ إنه عندما أتى إلى الوزارة عام 2006 استقال من جميع مسئوليات شركته (ثروته 3,3 مليون دولار).
وعندما وقعت 3 حوادث للقطارات فى العياط بالجيزة عام 2009، جلس الرجل حزينا فى مجلس الشعب وقدم استقالته وكان ذلك غريبا على النظام الحاكم أيام مبارك أن يقدم الوزير استقالته تحت ضغط شعبى.
وربما يعود ذلك إلى أن تلك الفترة التى أعقبت موت حفيد الرئيس مبارك جعلته زاهدا فى الحكم، وربما أيضًا شخصية المهندس محمد منصور وخلفيته السياسية العالمية وليست المصرية.
فالمهندس محمد منصور، لم يكن من ذوى الجلود السميكة الذين لايبالون بنقد، وإنما كانت ثقافته السياسية بريطانية، أوصلته إلى منصب أمين صندوق حزب المحافظين البريطانى أواخر 2022.
المهم أن ثقافة الاعتذار عن الخطأ، عادت الينا، وهى ثقافة أصيلة وكانت متأصلة فى الشخصية السياسية المصرية خلال الفترة الليبرالية قبل 1952.
ومن منا لايذكر واقعة عسكرى الأمن، مع النحاس باشا.
فعند عودة النحاس باشا بالقطار، فوجئ بكردون أمنى منع الجماهير من الوصول إليه.
وغضب النحاس باشا، ودفع أحد الجنود فى صدره بعيدا، ليفسح الطريق أمام محبيه، مما أغضب الجندى والضابط المسئول عنه.
وفى اليوم التالى طلب النحاس باشا الجندى، إلى مكتبه، ومعه أقدم ضابط من كل رتبة بصحبة وزير الداخلية فؤاد سراج الدين، وقدم النحاس باشا رئيس الوزراء اعتذارا للجندى.
فالاعتذار بداية الطريق نحو تصحيح أخطاء التركة الثقيلة من العقود السابقة.
ثمة نقطة أخرى، تستحق الاشادة وهى إلغاء محافظ أسوان، الاحتفالات بالعيد القومى، وتوجيه أموالها لتحسين شبكة مياه الشرب، ونتمنى أن تكون هذه بداية لتوجيه أموال الاحتفالات نحو تحسين الخدمات.
حفظ الله مصر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق