روما في الخمسينيات.. عندما اصطدمت هوليوود بالسينما الإيطالية وأغضبت مارلون براندو

الفيروز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت روما في الخمسينيات صراعًا سينمائيًا بين بريق هوليوود وأصالة السينما الإيطالية، وفي وسط هذا التنافس اندلعت حادثة غريبة كان بطلها النجم الأمريكي مارلون براندو خلال عرض فيلمه الشهير “On the Waterfront” (على الواجهة البحرية).

الحادثة، التي أُعيدت للأضواء عبر كتاب نُشر مؤخرًا، تكشف عن التحديات التي واجهها النجوم العالميون في عصر العولمة السينمائية، ومدى حساسية الممثلين تجاه التعبير الصوتي الذي يُعد جزءًا أساسيًا من هويتهم الفنية.

غضب براندو وصدمة الدبلجة
أثناء العرض الأول للفيلم في روما، تفاجأ براندو بأن صوته قد دُبلج في النسخة الإيطالية من قِبل ممثل محلي. بالنسبة لبراندو، الذي عُرف بإتقانه لتقديم الأحاسيس عبر نبرات صوته وأدائه الفريد، كان الأمر بمثابة إهانة لجوهر عمله.

روما في الخمسينيات.. عندما اصطدمت هوليوود بالسينما الإيطالية وأغضبت مارلون براندو

شعر بأنه قد تحوّل إلى “دمية” على حد تعبيره، وقال بصوت منخفض أثناء محاولته مغادرة القاعة: “أخرجوني من هنا.. أنا ممثل، ولست دمية.”

العودة إلى التصفيق الحار
غادر براندو السينما غاضبًا وذهب إلى حانة قريبة، لكن الأصدقاء أقنعوه بالعودة إلى القاعة. عاد النجم الأمريكي في الوقت المناسب ليشهد نهاية الفيلم، حيث قوبل أداؤه بتصفيق حاد من الجمهور الإيطالي، ما هدّأ من غضبه وأعاد إليه شعوره بالتقدير.

كشف الحادثة: كتاب يسرد خفايا السينما في الخمسينيات
أعاد كتاب للزوجين الأمريكيين هانك كوفمان وجين ليرنر تسليط الضوء على هذه الحادثة. عاش الكاتبان في روما منذ عام 1953، واختلطا بدوائر صناعة السينما الساحرة، مما سمح لهما بتوثيق تفاصيل هذه الفترة.

وصدر الكتاب باللغة الإيطالية عام 1982، ومن المقرر إصدار ترجمته الإنجليزية قريبًا عبر دار نشر Sticking Place Books.

روما في الخمسينيات.. عندما اصطدمت هوليوود بالسينما الإيطالية وأغضبت مارلون براندو

أهمية الصوت في هوية الممثل
تسلط هذه الواقعة الضوء على أهمية الصوت كأداة رئيسية في أداء الممثل. بالنسبة لبراندو، الذي اشتهر بأدائه الواقعي والانفعالي، كان صوته جزءًا لا يتجزأ من شخصياته السينمائية. عملية دبلجة صوته بممثل آخر دون موافقته كانت بمثابة تقويض لهويته الفنية، وهو ما يفسر رد فعله الغاضب.

روما.. ملتقى السينما العالمية
خلال تلك الحقبة، كانت روما تُعرف بـ “هوليوود على نهر التيبر”، حيث احتضنت المدينة تصوير العديد من الأفلام العالمية، واجتذبت النجوم الأمريكيين الذين تداخلوا مع نجوم السينما الإيطالية.

ورغم الأجواء الاحتفالية، كان التحدي الثقافي والفني حاضرًا بقوة، حيث واجه نجوم هوليوود اختلافات في أسلوب الإنتاج المحلي، ومن ضمنها قضية الدبلجة التي كانت شائعة في السينما الإيطالية.

خاتمة: درس من الماضي
تكشف قصة غضب مارلون براندو عن طبيعة الصدامات الثقافية في صناعة السينما العالمية، وتؤكد أهمية احترام التفاصيل التي تشكل هوية الممثل وأدائه. ورغم غضب براندو في تلك الليلة، فإن التصفيق الحار الذي استقبله يعكس قيمة أدائه، حتى وإن خضعت تفاصيله لتعديلات غير متوقعة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق