تربويون لـ«العرب»: 3 أسباب لعدم حضور الطلاب بالأيام الأولى للدراسة

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عائشة الجابر: المدارس يجب أن تكون حازمة بتطبيق الجزاءات

هيا الدوسري: غياب الوعي الأسرى بأهمية انضباط أبنائهم

يوسف سلطان: الطلاب يعتادون على الراحة وروتين الإجازة

 

بدأت أمس الاثنين أولى أيام الدراسة بالمدارس الحكومية في الدولة ضمن الفصل الدراسي الثاني من العام الأكاديمي 2024-2025، حيث رصدت «العرب» استقبال الطلاب في مدرستين ابتدائية وثانوية وسط غياب عدد كبير من الطلاب. وقدر عدد من مديري المدارس في الدولة، نسبة الغياب الطلابي بنحو 20% خلال اليوم الأول رغم إرسال جداول الحصص وتشديدات بأهمية الحضور وتطبيق سياسة الغياب من اليوم الأول إلى أولياء الأمور.  

وأكد مديرون، أن سياسة الحضور والغياب يتم تطبيقها من اليوم الأول ومعاقبة من يتجاوز نسبة الغياب بدون عذر بالحرمان من دخول الامتحانات، موضحين أن اليوم الأول من الدراسة شهد توزيع الكتب على الطلاب وانطلاق المعلمين في شرح المنهج المقرر وتوجيه بعض الكلمات التحفيزية للطلاب بأهمية الفصل الدراسي الثاني الذي يخصص له 60% من المجمع.
وطالبوا أولياء الأمور بأهمية تهيئة أبنائهم للالتزام بسياسة الحضور والغياب والانتظام على مقاعد الدراسة منذ اليوم الأول بهدف تهيئة الطلبة لأجواء تعليمية ذات جودة عالية، تتوافق مع الخطط الدراسية التي تم تصميمها لضمان اكتساب جميع الطلبة للمعارف والمهارات التي تسهم في تحقيقهم للنجاح والإنجازات التي يطمحون لها.
واعتبر خبراء تربويون في تصريحات لـ»العرب»، أن ظاهرة غياب الطلاب في اليوم الأول يرجع إلى عدة أسباب في مقدمتها التراخي وغياب الوعي لدى الأسرة، وعدم تطبيق بعض المدارس الجزاءات على المتغيبين وفق سياسة الحضور والغياب، وعدم بدء بعض المعلمين شرح المناهج من اليوم الأول الأمر الذي يعطي مبررا للطلاب بعدم الحضور.

دور توعوي
ورأت الأستاذة هيا ضابت الدوسري الخبيرة التربوية، أن السبب الرئيسي في غياب الطلبة في الأيام الأولى مع بداية كل فصل دراسي يعود إلى الأسرة بسبب غياب الوعي بأهمية انضباط أبنائهم من اليوم الأول في مدارسهم، مضيفة أن هذا الغياب يتشكل في سوء التخطيط للسفر خارج البلاد والعودة متأخرين قبل الدراسة أو تمديد أجازة أبنائهم اعتقادا منه أنهم لم يلتقطوا أنفسهم في الأجازة الرسمية.
وأكدت الدوسري أن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والمدارس تقوم بدور توعوي كبير في تحفيز أولياء الأمور لإرسال أبنائهم إلى المدارس من اليوم الأول للدراسة وذلك من خلال رسائل نصية عبر الهاتف أو من خلال الاجتماعات الدورية في المدارس، معتبرة أن استمرار غياب الوعي الأسرى بأهمية الانضباط سيجعل هذه الظاهرة مستمرة، الأمر الذي سينعكس على متوسط الطلاب الأكاديمي.

غياب الوعي
من جانبه، قالت الأستاذة عائشة الجابر الخبيرة التربوية، إن أسبابا كثيرة وراء ظاهرة غياب نسبة كبيرة من الطلاب في الأيام الأولى من الفصل الدراسي، وجميعها مرتبط بأطراف العملية التعليمية وهي المعلم والمدرسة وولي الأمر.
وأوضحت الجابر أن هناك أولياء أمور يتركون أبناءهم في المنازل دون حثهم بالذهاب إلى المدرسة من أجل الاستمتاع بأجازته، الأمر الذي يعكس غياب الوعي من أولياء الأمور بأهمية الحضور من اليوم الأول على مستوى أبنائهم خلال الفصل الدراسي كله لأنه يفقد جزءا من المنهج دون شرح.
وأضافت أن هناك بعض المعلمين يرتكبون خطأ قد يكون غير مقصود بعدم بدء شرح المنهج من اليوم الأول مما يشجع الطلاب بشكل غير مباشر للغياب أو إعادة شرح المنهج للطلاب المتغيبين، مما يعتبر مكافأة لهم على غيابهم.
وتابعت «أيضا هناك بعض المدارس تتراخى في تطبيق سياسة الغياب والحضور التي فرضتها وزارة التربية واتخاذ جزاءات على المتغيبين».
ورأت أن القضاء على هذه الظاهرة يحتاج تعاونا من إدارات المدارس في أن تكون حازمة في تطبيق الجزاءات وضرورة وجود متابعة من وزارة التربية على هذا الأمر، بالإضافة إلى ضرورة التأكيد على المعلمين ببدء شرح المنهج من اليوم الأول».

فتور لدى الطلاب
اتفق أيضا الأستاذ يوسف سلطان مستشار تعليمي، على وجود خلل من الأسرة والمدرسة معا وراء هذه الظاهرة، معتبرا أن الأسرة مسؤولة عن هذه الظاهرة لعدم وجود إصرار أو عزيمة لدى أولياء الأمور بإرسال أبنائهم إلى المدارس في اليوم الأول، وقد تكون هناك مناسبات عائلية أو ارتباطات اجتماعية تحدث بعد الإجازة مباشرة، مما يجعل الأسرة تتأخر في إعادة ترتيب جدولها المدرسي.
وأضاف سلطان أن غالبا ما يكون الطلاب قد اعتادوا على الروتين المريح والإجازة، مما يجعل العودة إلى المدرسة تحتاج إلى وقت للتأقلم من جديد، بالإضافة إلى أنه بعد انتهاء الفصل الأول، قد يشعر بعض الطلاب بالفتور تجاه الدراسة نتيجة الإرهاق أو غياب التحفيز.
تابع بأن أيضا المدرسة لديها مسؤولية تجاه هذا الأمر بضرورة وجود حزم في التعامل مع الطلاب المتغيبين وزيادة التوعية تجاه أولياء الأمور بأهمية تفعيل دورهم في إحضار أبنائهم إلى المدرسة خاصة في الأيام الأولى، مما يشعر الطالب بالمسؤولية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق