غزة.. نازحو خان يونس في عين العاصفة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

2

يتعرضون لقصف مدفعي عنيف على مدار الساعة..
07 يناير 2025 , 07:00ص
alsharq

شرق خان يونس قصف ودمار على مدار الساعة

❖ غزة - محمـد الرنتيسي

«الموت القادم من الشرق» لم يعد فقط اسماً للمسلسل الذي يتحدث عن المدينة الآمنة التي نهب ثرواتها قطّاع الطرق، بل إنه الخطر الداهم الذي يعيشه اليوم سكان شرق خان يونس في قطاع غزة.

في خان يونس، دخل النازحون عين العاصفة، التي تجتاحهم منذ 15 شهراً، وعداد الضحايا يؤشر على أكثر من 45 ألفاً قضوا بنيران الحرب، لكن هذا العدد من الضحايا لم يرق إلى أهمية «الخبر العاجل» الذي تتناقله الفضائيات عبر العالم، ولم يفلح في دفع مساعي وقف الحرب إلى صدارة أجندة المجتمع الدولي، المنشغل كذلك بملفات وقضايا عدة.

آلة القتل أرغت وأزبدت في غزة، التي لم تعد تحتمل كل هذا الخراب والدمار، وبلغت معاناة المواطنين أقصى درجاتها، فالمشهد البائس للنازحين وهم يلهثون خلف تكايا الطعام صادم ومرعب، وحال الفلسطينيين في خان يونس، كالخروج من الرمضاء إلى النار، فلا مناطق آمنة على امتداد قطاع غزة، وبات ما يزيد عن مليوني غزي يتمنون شيئاً واحداً فقط، الخلاص من جحيم الحرب.

«أوضاعنا ذاهبة إلى الأسوأ» قال أحمد أبو الحلاوة، واصفاً ما يجري في منطقة شرق خان يونس، والتي تضم (عبسان، القرارة، الفخاري، وخزاعة) مبيناً أنها تتعرض على مدار الساعة لقصف مدفعي عنيف، من الدبابات الرابضة على الحدود الشرقية، بما يسيل الكثير من الدماء، ويسقط العشرات من الشهداء.

واستذكر أبو الحلاوة الهستيريا بعينها، وهو ينقل لـ «الشرق» ما حل بأسرته، عندما استهدفت طائرات الاحتلال الحربية منزله، فكان يوماً ولا كل الأيام، استشهد فيه سبعة من عائلته.

ومضى يقول: «كانت نوايا الاحتلال واضحة، الضغط بمزيد من الغطرسة والقوة، بهدف التهجير القسري للسكان، وتجلى هذا من خلال النداءات المتكررة التي أطلقها جيش الكيان لإخلاء المنطقة لـ «دواع إنسانية» كما أوهمونا، لكهنا كانت تتدثر بأهداف عسكرية، تصب في صالح جيش الاحتلال وبسط سيطرته». وعندما تتعزز مثل هذه القناعة عند أبو الحلاوة، فلأنه يدرك مكر النوايا، إذ ملاحقة قوافل النازحين الغزيين لم تتوقف للحظة، ومراراً تعرضت للقصف، ما أوقعهم في المصيدة، مبيناً أن المواطنين أصبحوا يفضلون البقاء في منازلهم، على النزوح وحياة الخيام.

وبرأي سعيد أبو الهوى، يتعمد جيش الاحتلال إبقاء حياة المواطنين في خان يونس تحت وطأة الخطر الدائم، من خلال الغارات اليومية، رغم أن المنطقة لا تصنّف كمناطق عمليات، لكنها في ذات الوقت لم تدخل في إطار المناطق التي يسميها الكيان إنسانية، مشيراً إلى أنه لا يوجد موعد للقصف، ما يبقي على حالة الإرباك والترقب والخوف على مدار الساعة.

ويواصل لـ «الشرق»: «لا يكاد يمر يوم في شرق خان يونس، دون القصف بنيران المدفعية والرشاشات الثقيلة، فيما المقاتلات الحربية لا تفارق سماء المنطقة»، مشيرا إلى ليال دامية ومرعبة، تشهدها المناطق الموصوفة زوراً بأنها «آمنة» شرق خان يونس. وثمة حرب تستعر على أعتاب الشهر الـ16، مسرحها شمال غزة، ويتردد صداها شرقاً في خان يونس، ويتابع أهل غزة تفاصيل المساعي الجارية لوقفها، بطموح أن تحمل انتهاء العدوان الجائر، لكن على الأرض، فهذه الحرب الدامية، بدأت في 7 أكتوبر العام الماضي، ولا تاريخ للنهاية.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق