حماس إسرائيل والصفقة المنتظرة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الثلاثاء 07/يناير/2025 - 11:57 ص 1/7/2025 11:57:35 AM


هل اقترب موعد إنتهاء النزيف الفلسطيني؟ المفاوضات التي تتم الآن بالدوحة تقول الكثير، ومن بين ما تقول، أن النزيف الفلسطيني قد أرهق الجميع سواء ما تبقى من حماس أو عائلات المحتجزين الإسرائيليين أو الجانب الأمريكي حيث توعد ترامب ب عواقب وخيمة ما لم تتم الصفقة قبل 20 يناير القادم وهو يوم دخوله البيت الأبيض كرئيس لأمريكا. 
المفاوضات التي تتم الآن تشهد تطورات متسارعة، مع تباين في التصريحات والمواقف من الجانبين ومن الوسطاء، ونلاحظ ان التصريحات الإسرائيلية تركز على 
أولوية تدمير حماس وذلك حسب ما نشرت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول كبير في فريق التفاوض الإسرائيلي أن الحكومة تفضل تدمير حماس على استعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة، مما يشير إلى أن إعادة الأسرى ليست من أولوياتها الحالية، وإذا كان هذا هو الموقف الحكومي إلا أننا نعتقد أن الموقف الشعبي الرافض للحرب في إسرائيل هو الذي سوف ينتصر في نهاية المطاف، وأن ذريعة 
إسرائيل بأن حماس لم تقدم القائمة المطلوبة والتي تضم أسماء 34 أسيرًا إسرائيليًا مستعدة للإفراج عنهم، سوف تنتهي هذه الذريعة عندما تلمح حماس جدية في التحرك الإسرائيلي خاصة وأن حماس الآن في أضعف حالاتها بعد الضربات التي تلقتها جبهات الإسناد سواء في لبنان أو غيرها، وفي ذات سياق التفاوض جاءت تصريحات حمساوية تتهم إسرائيل 
بالمماطلة ودللت على ذلك بعودة الوفد الإسرائيلي من الدوحة للتشاور مع القيادة السياسية والأمنية، مما أدى إلى تأخير في التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، كما أوضحت  حماس بأن الوسطاء في مصر وقطر يبذلون جهودًا مكثفة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى. 
لذلك يمكن وصف أجواء هذه المفاوضات أنها محاطة بتفاؤل يشوبه الحذر، لذلك من الطبيعي أن تشهد المفاوضات حالة من المد والجزر، مع تباين في التصريحات والمواقف. ورغم الجهود المبذولة من الوسطاء، إلا أنه لا يزال الطريق نحو اتفاق نهائي مليئًا بالتحديات والعقبات التي تتطلب مزيدًا من التنازلات من كلا الجانبين.
قراءة لتاريخ صفقات تبادل المحتجزين مع حماس بين الماضي والمستقبل نجد أن صفقات تبادل المحتجزين بين إسرائيل وحماس تعتبر أحد أبرز القضايا التي شهدتها الصراعات الفلسطينية الإسرائيلية، هذه الصفقات تعكس تعقيد العلاقات بين الجانبين، ولقد تطورت هذه الصفقات منذ أوائل الثمانينيات وحتى يومنا هذا، وشهدت تغيرات في التكتيكات والنتائج.
بدأت صفقات التبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في الثمانينيات، وبالتحديد في عام 1985، أُبرمت واحدة من أبرز هذه الصفقات، عُرفت باسم "صفقة جبريل". بموجبها أطلقت إسرائيل سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل ثلاثة جنود إسرائيليين أسرى. شكّلت هذه الصفقة سابقة مهمة حيث أظهرت استعداد إسرائيل للتفاوض بشأن الأسرى رغم تكاليف ذلك على المستوى السياسي الداخلي.
ولكن الصفقة التي حازت على دعاية عالمية هي صفقة جلعاد شاليط التي أبرمتها حماس برعاية مصرية عام 2011، وكانت حماس قد احتجزت الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لمدة خمس سنوات بعد أسره خلال عملية على حدود غزة، وبموجب هذه  الصفقة أطلقت إسرائيل سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل شاليط، هذه الصفقة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية والفلسطينية. اعتبرها الفلسطينيون انتصارًا، إذ أطلقت سراح مئات الأسرى، بينما واجهت الحكومة الإسرائيلية انتقادات من معارضيها بسبب الإفراج عن أسرى تصفهم إسرائيل بـ"الخطرين".
وبمناسبة الحديث عن شاليط يلمح المراقب أن المفاوضات الجارية الآن مطالبة حماس بإطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، خاصة أولئك الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم بعد صفقة شاليط، وهذه لعبة إسرائيلية مشهورة وهي الإفراج عن معتقلين فلسطينيين ثم إعادة اعتقالهم، وهنا تبرز احتمالات عقد صفقة صغيرة مؤقتا لا تلبي كل طموح الجانبين يقولون عنها أنها صفقة جزئية، تتضمن إطلاق سراح أسرى محددين، وبعدها يمكن عقد صفقة شاملة تمثل نقطة تحول جديدة في العلاقات بين الجانبين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق