تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، يحتضن المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، فى الواحدة من ظهر الغد، احتفالية «يوم الثقافة المصرية»، التى تنظمها وزارة الثقافة، لتكريم نخبة من الرموز التى أسهمت فى إثراء الحياة الثقافية والإبداعية.
وأعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثفافة، عن أمله فى أن يكون «يوم الثقافة المصرية» عيدًا وطنيًا للثقافة بجميع روافدها، ووسيلة لتعزيز التراث الثقافى المصرى، وترسيخ قيم الإبداع والانتماء. وأوضح أن المتاحف المفتوحة بالمجان تشمل مجموعة من أبرز المتاحف القومية والفنية، مثل متحف طه حسين، ومتحف أحمد شوقى، ومتحف محمود مختار.
وتضم قائمة أسماء المُكرمين الراحلين كلًا من: حسن يوسف ومصطفى فهمى ونبيل الحلفاوى وصلاح السعدنى، والمطرب الشعبى أحمد عدوية، والسيناريست بشير الديك، والشاعر محمد إبراهيم أبوسنة، والفنان التشكيلى الكبير حلمى التونى. وتتضمن الاحتفالية، كذلك، تكريم عدد من رموز الثقافة والفن من الأحياء، من بينهم الكاتب الدكتور زين عبدالهادى، أستاذ علم المعلومات بكلية الآداب جامعة حلوان المشرف على مكتبة العاصمة الإدارية الجديدة، والفنان الكبير يحيى الفخرانى. كما تتضمن الاحتفالية تكريمًا واحتفاءً خاصين بمنتجى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الذين توفوا فى حادث أليم، مطلع أغسطس الماضى، أثناء عودتهم من الساحل الشمالى، على طريق محور الضبعة، وهم: حسام شوقى، المشرف العام على الإنتاج بشركة «سينرجى»، إلى جانب المنتجين الفنيين: محمود كمال وفتحى إسماعيل وتامر فتحى.
محمد إبراهيم أبوسنة
من بين المُكرمين فى احتفالية «يوم الثقافة» يبرز اسم الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة، الذى رحل عن عالمنا فى ١٠ فبراير ٢٠٢٤، عن عمر ناهز ٨٧ عامًا، بعد رحلة حافلة بالإبداع الشعرى والفنى والعمل الإذاعى، توجت بجائزة النيل فى الآداب للعام ٢٠٢٤.
ويعد محمد إبراهيم أبوسنة أحد أبرز الأصوات الشعرية بين شعراء جيل الستينيات فى مصر، وقد احتفظ بمجموعة من السمات الفنية التى تميز شعره، واستطاع خلال سنوات طويلة من الكتابة- حسب نقاد ومجايلين له- أن يعمق وينمى هذه السمات، لتصل إلى ما يُشبه الكينونة الشعرية الخاصة به.
زين عبدالهادى
أعرب الكاتب زين عبدالهادى عن سعادته بالتكريم للمرة الأولى من وزارة الثقافة، معتبرًا أن تكريمه ولقاءه الأكاديمى الفنان أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عدة مرات بالعاصمة الإدارية الجديدة، يحمل رسالة غاية فى الأهمية لكل المثقفين المصريين، الذين يصطفون مع وطنهم ودولتهم فى هذه الأوقات العصيبة التى تمر بها المنطقة. وقال: «هذا التكريم يحمل أبعادًا مختلفة، فى ظل عملى فى المجال الثقافى منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين، حتى هذه اللحظة، سواء لمشاركتى فى لجنة الكتاب والنشر، أو لعملى رئيسًا لهيئة دار الكتب والوثائق القومية سابقًا، أو لإنتاجى الفكرى والروائى المتعلق بمصر وتاريخها الحديث والمعاصر، أو لعملى أمينًا للجنة الفنون والثقافة فى حزب (حماة الوطن)».
صلاح السعدنى
سبّب رحيل الفنان صلاح السعدنى، أحد المُكرمين فى احتفالية «يوم الثقافة»، فى يوم ١٩ أبريل ٢٠٢٤، حزنًا كبيرًا لجماهير الفن المصرى التى عشقته منذ عقود طويلة، فى ظل بساطة هيئته، التى عكست ملامح الفلاح المصرى، كما جسده فى فيلم «الأرض»، وصدقه الذى كان ظاهرًا حوله، حتى إن مَن يتابعه لم يشعر أبدًا بأنه يمثل فى معظم أدواره. اتسم أداء الفنان الراحل بالطبيعية فى انفعالاته وحديثه، بالإضافة إلى التزامه بمبادئ وقيم المجتمع المصرى، ما انعكس فى أدواره التى تركها خلفه، وأثرها ذى القيمة العالية فى وجدان الجمهور، من بينها دور العمدة «سليمان غانم» فى مسلسل «ليالى الحلمية»، ودور «حسن النعمانى» فى مسلسل «أرابيسك».
بشير الديك
فى الساعات الأخيرة من عام ٢٠٢٤، ودعنا الكاتب السيناريست بشير الديك، إحدى أبرز القامات الفنية فى مصر والوطن العربى، وأحد أعمدة الإبداع السينمائى والدرامى، الذى أثرى الساحة الثقافية والفنية بأعمال خالدة حفرت مكانها فى وجدان الملايين.
عبّرت أعمال بشير الديك عن قضايا المجتمع المصرى بروح إنسانية راقية، ورؤية إبداعية متميزة، وكان نموذجًا للمبدع المتفرد، متعاونًا مع كبار نجوم السينما والدراما على مدار مشواره الفنى الطويل، الذى شهد أعمالًا ستظل شاهدة على عبقريته وإخلاصه للفن.
أحمد عدوية
عن عمر ناهز التاسعة والسبعين، رحل عن دنيانا فى ٢٩ ديسمبر الماضى، فنان الأغنية الشعبية أحمد عدوية، الذى أثار الجدل من حوله منذ ظهوره فى سبعينيات القرن العشرين. هناك من اعتبر «عدوية» إفرازًا لعصره، أو ما سمى بعصر الانفتاح بكل ما شاع فيه من ظواهر اقتصادية ومجتمعية، وهناك من اعتبره صوتًا معبرًا عن طبقات لا يمكن إغفال وجودها فى الشعب المصرى، منها الطبقة الشعبية.
حلمى التونى
عن عمر ناهز ٩٠ عامًا، ودعت الصحافة العربية والمصرية، فى السابع من سبتمبر ٢٠٢٤، الفنان حلمى التونى، آخر فرسان الفن الصحفى، الذى أضاف إضافة مهمة لهذا الفن فى المجلة والصحيفة والكتاب بين الإخراج والرسوم بمساحة مختلفة، ويمثل علامة مهمة مع رواده الأوائل.
كما كان له دور كبير فى تطوير المجلات إلى آفاق الحداثة، خاصة «دار الهلال» مع فن الكتاب، الذى امتد معها إلى العديد من دور النشر العربية بلبنان، ودار «الشروق» بمصر.
نبيل الحلفاوى
يكرم الفنان نبيل الحلفاوى، الذى وافته المنية منتصف شهر ديسمبر الماضى عن عمر ناهز ٧٧ عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء، وهو أحد أبرز فنانى جيله، وقدم العديد من الأعمال الخالدة فى وجدان الجمهورين المصرى والعربى، تميز بموهبته وثقافته الاستثنائية وأدائه المبدع فى تجسيد مختلف الشخصيات. كما شارك نبيل الحلفاوى فى العديد من الأعمال السينمائية المميزة، مثل «وقيدت ضد مجهول»، و«الأوباش»، و«ثمن الغربة»، و«المحاكمة»، و«فقراء لا يدخلون الجنة»، و«آباء وأبناء»، و«الطريق إلى إيلات»، و«العميل رقم ١٣»، ومن أبرز مسلسلاته «غوايش»، و«الحب وأشياء أخرى»، و«رأفت الهجان».
مصطفى فهمى
يكرم الفنان الراحل مصطفى فهمى، أحد أهم مبدعى السينما المصرية، الذين تميزوا بتقديم الفن الجاد، والهادف لخدمة قضايانا المجتمعية، فى احتفالية يوم الثقافة. بدأ مصطفى فهمى مسيرته التمثيلية بالصدفة، ليشارك فى بطولة فيلم «أين عقلى»، ثم شارك عام ١٩٧٦ بأربعة أعمال، هى: «قمر الزمان»، و«لمن تشرق الشمس»، و«وجهًا لوجه»، و«نبتدى منين الحكاية»، لتتوالى بعدها أعماله بين السينما والتليفزيون.
حسن يوسف
يكرم الفنان الراحل حسن يوسف، أيقونة السينما المصرية والعربية، وأحد أعلام الفن المصرى والعربى، الذى ترك بصمة لا تُنسى فى عالمى السينما والتليفزيون. وعلى مدار عقود، أسهم حسن يوسف فى إثراء الحياة الفنية بعدد من الأعمال الخالدة التى ستظل فى ذاكرة الأجيال، وكانت شخصياته المتنوعة بها تجسد مشاعر الإنسان، وتعبر عن قضايا مجتمعية مهمة، وتعكس إيمانه برسالة الفن فى خدمة المجتمع.
يحيى الفخرانى
يعد يحيى الفخرانى واحدًا من أبرز نجوم الفن المصرى، قدم العديد من الأفلام السينمائية عن قصص وروايات أدبية، من بينها الفيلم التليفزيونى «محاكمة على بابا»، عن قصة للكاتب أحمد رجب، والفيلم من إنتاج ١٩٨٧. كما قدم «الفخرانى» عن رواية إحسان عبدالقدوس فى عام ١٩٧٧، مسلسل «لا شىء يهم»، وقدم أيضًا عن رائعة الكاتب الإنجليزى وليم شكسبير «الملك لير» فى مسلسله التليفزيونى «دهشة» فى العام ٢٠١٤، وعالج القصة عبدالرحيم كمال.
0 تعليق