حوارات
يَتدخّل الانسان في ما لا يعنيه عندما يحشر نفسه في ما ليس من شأنه، وعندما يتطفّل على الناس، ويدفعه فضوله السلبيّ الى توريط نفسه في ما لا يخصّه، وبالطّبع، يوجد وراء كل تصرّف بشري دافع نفسيّ محدّد، ومن بعض الدوافع النفسيّة والتي أعتقد أنها تغري البعض الى التدخّل في ما لا يعنيهم، نذكر ما يلي:
- الخلط بين الفضول الايجابي والحشريّة: لا يفرّق البعض بين الفضول الإيجابي بهدف زيادة المعرفة النافعة، أو هدف تطوير الشخصية، وبين الحشريّة السلبية، وهي التدخّل في ما لا يعني الفرد، ولا توجد علاقة، منطقية أو أخلاقية، بين التجسّس على أسرار وشؤون الناس (الحشريّة) وبين استجلاء الحقائق الحياتية أو زيادة المعرفة أو إصلاح النفس.
- مخالطة السفهاء: يؤثِّر السفيه سلباً على من يخالطه، أو يجالسه، أو يرافقه باختياره.
ومن علامات السفه في عالم اليوم المضطرب التدخّل المرضي في شؤون الآخرين، وسيلاحظ مُخَالِطُ السفيه أنه بدأ تدريجياً يمارس رغماً عنه سلوكيّات هدّامة، مثل الحشرية والتطفّل و"اللّقافة."
- الجهل بالأولويات والأهداف الشخصية: يوجد لدى من يشغل وقته في التدخّل في ما لا يعنيه ضعف واضح في معرفة أولوياته، وأهدافه الحياتية، وربما تلاحظه أحياناً يحاكي أولويات وأهداف لا تصلح له، لأنها تعكس تجارب حياتية خاصّة بأفراد آخرين مختلفين عنه تماماً.
ومن لا توجد لديه أهداف شخصية واضحة يعيش حياته الفوضوية كيف ما اتّفق مع هواه المتقلّب.
- البيئة المنخفضة الذّكاء الاجتماعي: يشير الذّكاء الاجتماعي الى قدرة الفرد على بناء علاقات سويّة وبنّاءة وصحيّة مع الأفراد الآخرين، وهي أيضاً القدرة على استيعاب طبيعة العواطف والمشاعر الشخصية، وفهم مشاعر من يحتكّ بهم الإنسان في حياته، الخاصة والعامّة، وكلما انخفضت نسبة الذّكاء الاجتماعي في بيئة بشرية معيّنة اضطربت عقول من لا يزالون يختارون البقاء فيها.
- الجّهل بالنفس: تقلّ معرفة من يتدخّل في ما لا يعنيه بنفسه، فلا يعرف قدره الحقيقي، أو قدراته، أو نواقصه، أو مسؤولياته الحقيقية، ولا يعرف ما هي حدوده الشخصية، وما هي الحدود الشخصية للآخرين، ويقلّ عنده الوعي بالذّات.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق