تسلق 'الإخوان' على أجساد الشعوب

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

صراحة قلم

لم تعد خافية على أحد ممارسات وتقلبات "الإخوان المفلسين" السياسية والإعلامية، ومحاولة تطويعهم للشريعة الإسلامية لتتلاءم مع ممارساتهم التي تنطلق من منهجهم القائم على أن "الغاية تبرر الوسيلة"، وعلى قول منظرهم الأكبر يوسف القرضاوي "الإخوان إذا أحبوا شخصاً رفعوه إلى السماء السابعة، وإذا كرهوه هبطوا به إلى الأرض السفلى"، ومحاولاتهم القفز على ثورات الشعوب، والاستفادة منها.

بعدما ثار الشعب التونسي على حكم زين العابدين بن علي الذي كان يحكمهم بالنار والحديد، وذاقوا منه الويلات، وعلم "الإخوان" أن الثورة نجحت في خلعه، انتهزوا ذلك وقفزوا عليها، ومن ثم قادوها لصالحهم، ونجحوا في الوصول إلى السلطة، قبل أن يكشف الشعب، زيفهم وينقلب عليهم مرة أخرى.

وفي مصر، بعدما نجحت ثورة شعبها، من جميع أطيافه، وأنهت حكم محمد حسني مبارك (رحمه الله) خطفت جماعة "الإخوان" بالتعاون مع جماعات التكفير الثورة، وجيرتها لصالحها، ووصلت أيضا للحكم، قبل أن تنكشف أمام المصرييين أنها جماعة ارهابية، تحصر الدين في جماعتها فقط، وتسعى لمصالحها الضيقة من دون الاهتمام بمصالح الدولة العليا، فثار عليها الشعب المصري واطاحها.

وكذلك في ليبيا، بعدما نجح الشعب في إطاحة نظام المعمر القذافي الديكتاتوري، ركبت جماعة "الإخوان" مركب الثورة، بعدما كانت قبل ذلك تمجد معمر القذافي، وتصفه بأجمل الصفات، وحاولت خطفها لصالحها، لكن وبسبب عدم تقبل الشعب لها، انقسمت البلاد إلى قسمين، احدهما تحكمه جماعة "الإخوان"، والآخر تحكمه حكومة مختارة من الشعب الليبي، ومعترف بها دوليا.

أما في سورية، وبعد أن ثار الشعب على نظام بشار الأسد الدموي، وجدت جماعة "الإخوان" هذه الثورة فرصة لها، فأججتها، سياسيا، وإعلاميا، وعسكريا، نحو 15 عاما راح ضحيتها مئات الآلاف من السوريين، بين قتيل وجريح، وملايين المشردين، وتدمير مدن بأكملها، واعتقال وتعذيب مئات الآلاف، فيما جماعة "الإخوان" يعيشون في الفنادق والفلل الفخمة في تركيا والدول الأوروبية، مكتفين فقط بالتأجيج، وإلقاء المحاضرات، وعقد الندوات، واللقاءات الإعلامية، والتكسب المادي من الدول بحجة إغاثة الشعب السوري.

وبعد إطاحة نظام "البعث"، وهروب بشار الأسد الى روسيا، نتيجة تعاون سياسي وعسكري غربي - إسرائيلي- روسي- تركي، أتاح لـ"هيئة تحرير الشام" بقيادة أحمد الشرع، والذي كان يسمي نفسه "ابومحمد الجولاني" الدخول، والسيطرة على الحكم بسهولة، تسلقت هذه الجماعة على جثث الشعب لتجيير الثورة لصالحها، حتى ولو تلون منتسبوها وغيروا من أسلوبهم، ومن أشكالهم، فإنهم قيمون على فكرهم، ومنهجهم، فظهر علينا عبدالرحمن القرضاوي، ابن المنظر الأكبر لـ"الإخوان" يوسف القرضاوي، وهو أمام المسجد الأموي يسب ويشتم السعودية والإمارات، ومصر، ويصف أنظمتها بالصهيونية والخزي والعار، ومهددا بطوفان التغيير، مما يدل على أنهم لا يزالون يخططون، وينتهزون الفرص لإثارة القلاقل والثورات، في دول الخليج العربية، من أجل مصالحهم، رغم أن هذه الدول يعيش شعبها، ومن يسكن فيها بأمن وأمان وعدل، وفضائلها وصلت لبقاع الأرض من إغاثات، ومساعدات مالية وعينية.

مستقبل سورية في يد هؤلاء سيكون قاتماً بلا شك، لأنهم سيكونون أداة في يد تركيا، يأتمرون بأوامرها، واسأل الله أن يحفظ الشعب السوري من كل مكروه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق