في عام 2019، حقق فيلم "الأسد الملك" نجاحًا كبيرًا، إلا أن العديد من النقاد والجمهور أبدوا استياءهم من عدم قدرة الشخصيات على التعبير بشكل واقعي في النسخة الحية المتحركة بالكمبيوتر، حيث كانت أسنان الأسود تبدو مبتسمة اصطناعية، مما خلق إحساسًا غريبًا لدى بعض المشاهدين. ومع الإعلان عن فيلم "موفاسا: الأسد الملك"، الذي أخرجه باري جينكينز، الحائز على جائزة الأوسكار، انبعث أمل من جديد في أن يضفي المخرج لمسته الخاصة ويحوّل القصة إلى تجربة فنية جديدة. ومع ذلك، وعلى الرغم من موهبة جينكينز الكبيرة، فإن الفيلم يظل محدودًا بما تفرضه آلة الاستوديو الحديثة.
على الرغم من الجهود التي بذلها جينكينز، مثل استخدام لقطات مقربة تظهر جوهر الشخصيات، ولقطات طويلة تنتقل عبر المناظر الطبيعية، فقد بدا أن الفيلم يعاني من قيود كبيرة، إذ تم تقييد حرية المخرج الإبداعية في سياق لا يسمح له بتقديم رؤية فنية جريئة.
وبدلاً من تقديم رؤية فنية جديدة، يبدو أن "موفاسا الأسد الملك" قد خضع للتوجهات التجارية التي تفرضها استوديوهات هوليوود، مما جعل العمل يفتقر إلى الأصالة.
قصة الفيلم الأسد الملك لم تلائم التوقعات
من جهة أخرى، تركز القصة على تقديم تفسير جديد لشخصية سكار، الشرير الذي كان يُدعى تاكا في الماضي.
ويكشف الفيلم عن خلفيته العاطفية وعلاقته بمنافسه موفاسا، وهو ماجعل شخصية تاكا تظهر في الفيلم ضعيفة وغير مبررة بشكل جيد، إذ يبدو أن أداء كيلفن هاريسون جونيور لا يرقى إلى مستوى الشرير الذي كان يُتوقع أن يلعبه.
كما كرر الفيلم العديد من الأحداث والتفاصيل التي كانت جزءًا من النسخة الأصلية، مما يجعل العمل يفتقر إلى عنصر المفاجأة.
وقدم الفيلم أيضًا مجموعة من الأغاني الجديدة من تأليف لين مانويل ميراندا، التي على الرغم من كونها لحنًا لطيفًا، فإنها تظل متمسكة بشكل مفرط بالنسخة الأصلية، ومع ذلك، يظل الجاذبية الكبرى لهذا العمل في الشخصيات القديمة مثل تيمون وبومبا، ولكن حتى هذه الشخصيات لم تقدم جديدًا يبرر استحضارها في القصة مرة أخرى.
إجمالًا، كان فيلم "موفاسا: الأسد الملك" بمثابة تجسيد للمخاوف التي يعاني منها العديد من الأفلام التي يتم إعادة إنتاجها في عصرنا الحالي، حيث تظل محكومًا بالأطر التجارية والقيود الإبداعية التي تفرضها استوديوهات هوليوود.
وبينما كان هناك أمل في أن يضيف باري جينكينز لمسته الفنية الخاصة، تبين أن هذه الرؤية لم تجد سبيلها للظهور بوضوح، مما جعل العمل يظل ضمن دائرة التوقعات المملة والمكررة.
0 تعليق