هذا مثال يسير عما أصبحت عليه الدولة من تنقيب عما يدر عليها من دخول (ضخمة أو ضئيلة)، وقد سبق أن كتبت مقالا بعنوان (احتياطنا الإبداعي يفوق النفط)، مبتدئا بأن بلادنا أصبحت مهوى الأفئدة، وأن كل مشاهير العالم يتمنون القدوم إلى المملكة.. إذ أصبحت بلادنا واجهة عالمية لتقديم القوى الناعمة، وفي كل تظاهرة ثقافية أو فنية أو رياضية تأخذ اللب في جمالها..
ومن غير تحرز أقول إن هذه هي الأرض التي ينبثق منها جمال كل شيء، وهذا القول ليس به استفزاز لأي بلد وإنما تقرير حالة أبهرت العالم في كل مجال عبر زمن طويل، وعلينا ألا نتواضع حيال ما يقدم من جمال، والجمال يُخلق من الإرادة والإصرار على تقديم كنوز البلد وقواها البشرية الإبداعية.
كنا في حاجة لإعادة صيغة مخيلة العالم عما نحن عليه من إبداع، بقينا زمنا طويلا نخجل من تقديم أنفسنا، والآن نعلن أننا مبدعون كأفراد، مبدعون إنتاجا ورعاية لكل الفنون، الصورة الكلاسيكية أن السعودية لا تملك إلا آبار نفط، جاء الوقت ليعرف العالم أن السعودية تختزن كنوزا بشرية ولديها احتياطي بشري يفوق الاحتياطي النفطي.
نحن الآن نخرج إلى العالم بزينتنا الحقيقية، فالقوة الاقتصادية تم ضخها لإظهار تلك الكنوز..
مناسبة هذا القول، إن مضامير القوى الناعمة فتحت من جميع الجهات ويوميا لدينا محفل رياضي أو فني أو ترفيهي أو سياحي أو تقني أو اقتصادي، وكأن سفن السفر وجهت البوصلة إلى رقعة جغرافيا كبيرة بمساحتها وناسها وإبداعها..
وقد أعجبني حديث معالي المستشار تركي آل الشيخ حين تحدث عما يتم إنجازه بأنه لا يستوجب الشكر للأذرع المنفذة وإنما يستوجب الشكر للإرادة السياسية، ممثلة بالأمير محمد بن سلمان، التي فتحت الأبواب على مصاريعها في إظهار كل هذا الجمال.
حين بدأت كتابة المقالة وأنا أضمر الكتابة عن اللوحة المضيئة في تكريم المبدعين في حقول الفنون والثقافة، فقد نهضت هيئتا الترفيه والثقافة حينما قامتا برفع نسبة الاحتفال بالمبدعين الوطنيين عاليا جدا، مخرجتين ذلك الاحتفاء بصور فنية وجمالية مبهرة، وها هي السينما تجد في حفر أخاديد كعلامات مضيئة لاستخراج قواها الناعمة وتقديمها للعالم قوة إبداعية ناعمة، ومصدر دخل وطني أيضا.
وبنفس التأكيد الذي بدأت به أعيد أن مشاهير العالم يبحثون عن وسيلة لأن يتواجدوا هنا.
0 تعليق