الفقيه، الاستاذ، الدكتور عبدالحي حجازي، هو مؤسس كلية الحقوق والشريعة عام 1967، واول عميد لها، وترأس كذلك رئاسة قسم القانون الخاص.
ويعتبر فقيدنا الراحل فقيها من طراز خاص، كما يصفه الاستاذ الدكتور عبدالفتاح حسن، استاذ القانون الدستوري والاداري. وقلة الذين يتمتعون بصفة الفقيه، فليس كل من تدرج اكاديمياً ووصل الى درجة الاستاذية يُعد فقيها.
ومن الذين يُعدون فقهاء بمعنى الكلمة، وكرسوا انفسهم في محراب العلم، ولديهم ملكة البحث العلمي.
ويأتي فقيدنا الراحل بعد الفقيه عبدالرزاق السنهوري، كما يعد استاذنا الدكتور عبدالفتاح عبدالباقي، استاذ القانون المدني، ومدونة القانون المدني الكويتي، وعبدالوهاب حومد استاذ القانون الجزائي، وفتحي والي استاذ قانون المرافعات، والدكتور عبدالفتاح حسن من هذا الطراز الفريد من خلال مؤلفاتهم.
وقد تتلمذت على محاضرات فقيدنا الدفعات الاولى التي تخرجت من كلية الحقوق، كالدكتور بدر اليعقوب، والمستشار فيصل المرشد، وكاتب هذه السطور.
وفقيدنا له اسلوب وطريقة خاصة في البحث في الفقه الفرنسي، والالماني، والايطالي، والانكليزي، ومؤلفه "المدخل لدراسة العلوم القانونية" (في جزأين) يكشف لك عن ثبات قدم في ناصية البحث العلمي الاكاديمي.
ففي الجزء الثاني من هذا الكتاب تحت عنوان "الحق وفقا للقانون الكويتي" (طبع بجامعة الكويت) يُعرف معنى الحق وما يقابله باللغة الفرنسية كلمة " Droit".
"ومن امثلة الدعوى بلا حق في نطاق القانون العام، الطعن في الامر الاداري بسبب تجاوز السلطة، أي الطعن الذي يرفعه احد الافراد بسبب عدم الشرعية الناشئ من تجاوز السلطة.
ذلك ان الشرعية فكرة موضوعية مجردة، تحمي لذاتها اي للمصلحة العامة. وان القول ان الدعوى هي الحق ذاته، هو قول غير صحيح. ان الدعوى غير والحق غير".
(ص 114و115).
وكتابه "نظرية الالتزام" التي طبعت بعد انتقاله للرفيق الاعلى عام 1974، وطبعتها جامعة الكويت، و"نظرية الالتزام" التي صاغها الدكتور السنهوري في قانون التجارة عام 1961، نظراً الى تطبيق مجلة الاحكام العدلية في المعاملات المدنية في الكويت قبل صدور القانون المدني.
وقد توفي عن عمر ناهز 60 عاما كرسها في محراب العلم والتأصيل القانوني.
رحم الله فقيدنا الفقيه عبدالحي حجازي، الذي رحل عنا الى دار الحق قبل خمسين عاماً قضاها في محراب العلم والمعرفة. ورحم الله كذلك الجيل الاول من اساتذة كلية الحقوق، الذين ندين لهم بالفضل، والمعرفة، واطال في عمر الباقين منهم.
مستشار قانوني
0 تعليق