'السياسة' تكشف مضمون رسالة ترامب إلى الحكومة العراقية

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مباحثات بين واشنطن وبغداد لتحول شخصيات في الحشد الشعبي إلى العمل السياسي

بغداد ـ باسل محمد

بعد مرور أقل من أسبوع على رسالة سلمها مبعوث خاص للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، كشف مسؤول أمني بارز في بغداد لـ"السياسة" أن رسالة ترامب تضمنت تهديدات واضحة بتصفية شخصيات مهمة في الحشد الشعبي الذي يضم فصائل عراقية مسلحة مدعومة من إيران.

وقال المسؤول الأمني العراقي إن "الرسالة الأميركية حددت أسماء هذه الشخصيات المستهدفة في الحشد والتي كانت مسؤولة عن إعطاء الأوامر بشن هجوم الثامن والعشرين من يناير الماضي ضد قاعدة أميركية تعرف باسم "برج 22" في منطقة الركبان داخل الأراضي الأردنية وأدى الهجوم إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وجرح خمسة وعشرين آخرين"، مضيفاً أن "رسالة ترامب اتسمت بالتشدد ومتوعدة بقيام القوات الأميركية بتصفية هذه القيادات في الحشد الشعبي لدورها المباشر والأساسي في الهجوم".

وبحسب المسؤول الأمني العراقي، فإن قائمة الشخصيات المستهدفة في "الحشد" التي وردت في الرسالة الأميركية شملت كلا من: أبوحسن احمد الحميداوي (قائد كتائب حزب الله العراقي)، وأبوباقر الساعدي (مسؤول الصواريخ والمسيرات في حزب الله العراقي)، وحسن ساري (مسؤول عمليات الأنبار في حزب الله العراقي على الحدود العراقية- السورية)، وأبوجعفر الحسناوي (قائد عمليات القائم على الحدود العراقية- السورية في حزب الله العراقي)، وأبو آلاء الولائي (كتائب سيد الشهداء)، وأكرم الكعبي (حركة النجباء) وآخرين.

وأفاد المسؤول الأمني بأن مباحثات عراقية- أميركية جرت في الأيام القليلة الماضية حول فحوى رسالة التهديد الأميركي بمحاسبة شخصيات مهمة في الحشد الشعبي وأن هدف المباحثات هو منع التصعيد وتسوية هذا الملف بطرق أخرى غير التهديد باغتيال القادة.

من جهته، كشف عضو بارز في لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي التي تتابع أهم الملفات الأمنية أن الجانب الأميركي طلب أن تعتقل الحكومة العراقية القيادات في الفصائل المنضوية في الحشد الشعبي والمتهمة بقتل عسكريين أميركيين على الحدود الأردنية- السورية في وقت سابق من العام الفائت كحل بديل عن الاغتيال.

وقال عضو اللجنة الأمنية البرلمانية لـ"السياسة" إن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني واقع بين أمرين مرين، فهو لا يستطيع إعطاء أوامر بالقبض على قيادات مهمة في الحشد الشعبي لأن ذلك من شأنه أن ينذر بصدام بين الحكومة وفصائل الحشد وهو أمر في غاية الخطورة على الأمن الداخلي"، مشدداً على أن الحكومة العراقية برئاسة السوداني أبلغت الأميركيين رفضها رسالة الرئيس ترامب بمحاسبة وتصفية قيادات الحشد المتورطة في قتل جنود في قاعدة أميركية على الحدود داخل الأردن وبالتالي بغداد تريد طي هذا الملف بحل سياسي. ووفق تصور المسؤول في اللجنة الأمنية، فإن الحل السياسي الذي سعت إليه حكومة السوداني في المباحثات العراقية- الأميركية يخلص إلى خطوتين: تنخرط الشخصيات المستهدفة بالاغتيال في الحشد الشعبي في النشاط السياسي حصرا. والخطوة الثانية، تتعهد إدارة الرئيس ترامب بعدم ملاحقة هذه الشخصيات العراقية بعد انخراطها في العمل السياسي والموافقة على رفع العقوبات الأميركية التي فرضت على بعض هذه الشخصيات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق