أصدرت بورصة الكويت تقريرها الرابع للاستدامة المؤسسية، والذي يستعرض المبادرات والأنشطة التي قامت بها الشركة خلال الفترة من 1 يناير حتى 31 ديسمبر 2024، وسلّط الضوء على استراتيجية البورصة للاستدامة وتقييم أدائها في مجال الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية.
ويعد التقرير خطوه مهمة في مسيرة بورصة الكويت، حيث يساهم في ترسيخ ممارسات الاستدامة المؤسسية، وتكريس دورها كجهة رائدة في دفع عجلة التحول الإيجابي في السوق المالي الكويتي. ويجسد التزامها باعتماد أفضل الممارسات المعتمدة دولياً بهدف تطوير سوقٍ ماليٍ يتسم بالكفاءة، والشفافية، والشمولية.
وقد تم إعداد التقرير وفق المفاهيم الأساسية للمبادرة العالمية لإعداد التقارير (GRI)، وإرشادات مجلس معايير محاسبة الاستدامة لقطاع بورصات تداول الأوراق المالية والسلع (SASB)، وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs). كما يمتثل لمبادئ دليل بورصة الكويت الإرشادي لإعداد تقارير الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية (ESG)، والذي يتضمن متطلبات مجلس معايير الاستدامة الدولي (ISSB) التي تهدف لتلبية التطلعات المتغيرة والمتجددة لكل أصحاب المصالح.
وفي تعليقٍ له بهذه المناسبة، قال الرئيس التنفيذي للبورصة، محمد سعود العصيمي: «شكل عام 2024 محطةً مفصليةً لبورصة الكويت، حيث احتفلت الشركة بالذكرى العاشرة لتأسيسها، مستذكرةً عقداً من التميز والتطور والابتكار أسهمت خلاله في الارتقاء بسوق المال الكويتي وتعزيز الممارسات المستدامة فيه، انطلاقاً من قناعة البورصة بأن دورها لا يقتصر على تسهيل التداول والاستثمار، بل تواصل العمل لتساهم بفاعلية في تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز الشمولية المالية في دولة الكويت».
وأضاف العصيمي أن التقرير يُعد نقطة محورية تعزز فيها بورصة الكويت مواءمة أهدافها مع رؤية الكويت التنموية والتزاماتها المناخية الدولية، مشيراً إلى أن البورصة، باعتبارها عنصراً رئيسياً للتمويل المستدام ونموذجاً يحتذى به في سوق المال الكويتي، تؤدي دوراً بارزاً في تمكين الشركات المدرجة من دمج اعتبارات الاستدامة ضمن استراتيجياتها التشغيلية والمالية، بما يسهم في جذب الاستثمارات طويلة الأمد ذات الأثر الإيجابي.
ويشير إلى أن البورصة حققت تقدماً ملحوظاً في تعزيز مفاهيم الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية خلال 2024، استنادا إلى إطار الشركة المتكامل للحوكمة، والذي يضمن أعلى درجات الشفافية، ويعزز التزام بورصة الكويت بالممارسات التجارية الأخلاقية المتوافقة مع أفضل المعايير العالمية. ذلك وتستمر الشركة في سعيها لمواكبة المتغيرات في البيئة المالية حول العالم، وتبني أحدث الممارسات المتبعة دولياً، لتساهم بفاعلية نحو تحقيق مستقبل أكثر استدامةً وإشراقاً للقطاع المالي الكويتي".
وقد واصلت بورصة الكويـت جهودها الرامية لرفع المستوى والوعي بالثقافة المالية، إيماناً منها بضرورة امتلاك جميع الأطراف المعنية بالمعرفة والمهارات المطلوبة للمساهمة الفعالة في سوق المال الكويتي وأسواق المال بشكلٍ عام والاستفادة منها، حيث دشنت مبادرة «الجرس» لزيادة الوعي بالثقافة المالية بنسختها الأولى، بالتعاون مع اتحاد شركات الاستثمار، وجامعة الكويت، وجمعية المحللين الماليين المعتمدين في الكويت، وشركة المركز المالي الكويتي وشركة شبكة الكويت للمعلومات الائتمانية (ساي نت)، والتي تهدف إلى تعزيز الثقافة المالية باعتبارها أداةً أساسيةً لتحقيق الاستقرار المالي والتنمية والازدهار الاقتصادي والاجتماعي. هذا، وتشكل الثقافة المالية محوراً رئيسياً في مسيرة البورصة منذ إنشائها، وحافزاً للارتقاء بمكانتها إقليمياً ودولياً.
من جهة أخرى، أضافت البورصة المزيد من الجوائز والتقديرات لسجلها الحافل بالإنجازات الاستثنائية في الاستدامة من قبل عدة جهات عالمية مرموقة، حيث حصدت البورصة 7 جوائز خلال 2024، منها جائزة «الأفضل في شفافية الاستدامة“ من قبل مجلة Global Finance، و»أفضل حوكمة شركات مستدامة في الكويت«، و»أفضل استراتيجية للحوكمة والمسؤولية البيئية والاجتماعية«لعام 2024 من قبل مجلة The European، كما حصلت البورصة على جائزة»المساهمة المتميزة في تمكين المرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2023«، وجائزة»أفضل استراتيجية للحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية ضمن أسواق المال الخليجية لعام 2023«، و»المساهمة المتميّزة في الشمولية المالية لأسواق دول مجلس التعاون الخليجي 2023" من قبل مجلة Capital Finance International (CFI). كما حصلت البورصة على جائزة أفضل تقرير للاستدامة والحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئية من جمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط (MEIRA) عن تقريرها لعام 2023.
وفي إطار التزامها المتواصل بالاستثمار في رأسمالها البشري، الذي يمثل جوهر مبادراتها في مجال الاستدامة، حققت البورصة نسبة احتفاظ بالموظفين بلغت 98 في المئة في 2024، ما يعكس نجاح الشركة في توفير بيئة عمل ديناميكية وفعالة تدعم التطوير المهني والشخصي على حد سواء. كما واصلت البورصة دعم البرامج والمبادرات الاجتماعية والبيئية بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية، حيث رعت 38 برنامجاً على مدى العام بهدف إحداث تأثيرٍ إيجابيٍ طويل الأمد على المجتمع الذي تعمل فيه.
تأتي هذه الإنجازات تأكيداً على التزام البورصة بتعزيز الشفافية، وترسيخ مبادئ الحوكمة والاستدامة، وتدل على دورها المحوري كمُمكّن رئيسي للتمويل المستدام في دولة الكويت، حيث تلتزم بتطوير منظومة مالية مرنة وشاملة تدعم النمو الاقتصادي، وتُسهم في الانتقال إلى مستقبل أكثر استدامة.
0 تعليق