حوارات
"يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"(البقرة 269).
أهل الحكمة هم الأفراد الذين يصيبون غالباً في أقوالهم، وأفعالهم، ومن هذّبتهم تجارب الحياة، فأصبحوا عناوين للبصائر الثاقبة.
ومن بعض أخلاقهم، نذكر ما يلي:
الرَّصانَة والجِدّيّة: يتّصف سلوك أهل الحكمة بالاتّزان، ورزانة العقل، والتعامل بشكل جادّ، وفعّال مع متطلّبات الحياة الناجحة، فصاحب الحكمة يبادر بالإيفاء بمسؤولياته الأخلاقية تجاه نفسه، ومن يهمّه أمرهم.
- السَّكِينَة والوقار: أبرز أخلاق أهل الحكمة هي الطمأنينة النفسية، الداخلية والخارجية (السَّكِينَة)، ووقارهم يمنعهم من الانغماس في الطيش، أو العجلة، وثقتهم بأنفسهم تمنعهم من إظهار ضعفهم للآخرين.
-التأنِّي في العلاقات: يتمهّل المرء الحكيم في بناء علاقاته مع الآخرين، حتى يعرفهم جيّداً، وحتى يدرك ما هي الفائدة الأخلاقية، التي سيحصل عليها إذا دخل في علاقة اجتماعية مع الشخص الآخر.
وما إذا كان هو نفسه يستطيع إضافة شيء إيجابي لحياة الفرد الآخر، ويفرّق أهل الحكمة في علاقاتهم مع الناس، فيعطونهم حقوقهم وفقًا لما يستحقّون.
-عدم تمكين السفهاء: يعرف صاحب الحكمة الأضرار الكبيرة التي ستحدث بسبب تمكينه للشخص السفيه، فيتجرأ عليه ويقلّ أدبه معه، فيتفادى العاقل الحكيم محادثة السفهاء، قدر الاستطاعة، بسبب وقاحتهم المستطيرة.
-المرونة الفكريّة والسلوكيّة: يتحكّم الانسان الحكيم بأفكاره وسلوكياته، ولا يتحكّم به هواه البشري المتقلّب.
ولن تجد أهل الحكمة متحجّرين فكرياً أو ساذجون سلوكياً، ولا يستمرون يحرثون في أرض سبخة، لكنهم يبحثون عن الخصب في كل مكان، وفق ما اتَّفَق.
إِنْصاف الآخر: لا يتعدّى أهل الحكمة على حقوق الناس مباشرة، أو غير مباشرة، ولا يظلمونهم، ويطلب المرء الحكيم العدل من نفسه قبل أن يطلبه من الناس، لإدراكه أن الحكمة إذا كانت تتمثّل في عدم تجاوز حدود المنطق، فهي تتجسّد ايضاً في عدم تجاوز الحدود الأخلاقيّة. الْمُرُوءَة: تجمع المروءة كل خلق حسن، وهي ترك كل ما يُذَمُّ، ونبذ كلُّ ما يُنقِص من أدب الانسان الحكيم، وتغليب العقل على الهوى، وسماحة الطّبع.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق