نجح الثنائي محمد صلاح قائد فريق ليفربول الإنجليزي، وعمر مرموش نجم فريق آينتراخت فرانكفورت الألمانى، فى تغيير الصورة الذهنية للاعب المصري فى أعين الأندية الأوروبية ومسئوليها، بعدما ترسخت صورة ذهنية غير جيدة عن اللاعبين المصريين على مر العصور الماضية، كانت كفيلة بتوجيه الكشافين ووكلاء اللاعبين للبحث والتنقيب عن المواهب فى الدول الإفريقية وعلى رأسها السنغال وبوركينا فاسو وكوت ديفوار والكاميرون وغيرها.
وتعرضت سمعة اللاعب المصري لانتقادات شديدة من قبل المدربين والمحللين فى الدوريات الأوروبية، بسبب فشل بعض التجارب للاعبين المصريين فى نهاية القرن الماضي، وبداية الألفية الجديدة، الأمر الذي جعل الأندية الأوروبية تصوب نظرها على القارة السمراء وتحديدا اللاعبين الأفارقة.
خناقة غالي وسهر ميدو
ومن بين اللاعبين الذين كان ينتظرهم مستقبل كروي غير مسبوق فى الملاعب الأوروبية، الثنائي أحمد حسام ميدو نجم الزمالك السابق، وحسام غالى نجم الأهلى السابق، حيث أتيحت للثنائي الفرصة للتواجد فى أفضل الأندية الأوروبية، خاصة ميدو الذى تنقل بين أكثر من ناد وقدم مستويات جيدة، لكن رحلته الإحترافية انتهت فى المهد بسبب كثرة سهراته وعدم التزامه، التى تحدث عنها الإعلام الأوروبي واعترف بها ميدو مؤخرًا.
ولم يكن حسام غالى أفضل حالا من ميدو، رغم التزامه الشديد خارج الملعب، لكنه كان دائم الأزمات مع المدربين، حتى انتهى مشواره بشكل غير مقبول بعد خناقته الشهيرة مع مارتن يول المدير الفني لفريق توتنهام الإنجليزي حينذاك، في نفس الموسم الذي كان غالي يقدم خلاله أفضل مستوياته.
الكرة الذهبية تداعب صلاح
ووصل محمد صلاح إلى مرتبة عالية لم يصل إليها لاعب مصري من قبل، بعدما تربع على عرش هدافي الدوري الإنجليزي على مدار السنوات الماضية، وبات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هذا اللقب في الموسم الحالي، فضلا عن اقترابه من لقب الكرة الذهبية لهذا الموسم، فى حال مواصلة مسيرته على نفس المستوى حتى نهاية الموسم، خاصة بعد نجاحه فى تحطيم العديد من الأرقام القياسية ولديه أيضا فرصة كبيرة للتتويج مع ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية.
ورغم انتهاء تعاقد محمد صلاح مع ليفربول بنهاية الموسم الجاري، ودخول وكيله فى مفاوضات مع إدارة النادي لتجديد تعاقده، إلا أن مستواه لم يقل، بل يسير من تحسن إلى تحسن، مما يعكس مدى الاحترافية التي يتمتع بها صلاح كلاعب مصري نشأ فى الملاعب المصرية منذ الصغر قبل أن ينتقل لأوروبا.
توهج عمر مرموش
سار عمر مرموش على نهج زميله صلاح، بعدما تنقل بين العديد من الأندية الألمانية، حتى وصل إلى المستوى الذي ظهر عليه الموسم الحالي، وتصدر قائمة هدافي الدوري الألماني، وبات مطلبا كبيرا للعديد من الأندية الكبرى، سواء فى ألمانيا أو خارجها، حتى تم اختياره من قبل الإسبانى بيب جوارديولا المدير الفني لفريق مانشستر سيتى ليكون أحد صفات السيتي في الشتاء الجاري.
ولم يكن اختيار جوارديولا لـ عمر مرموش من قبيل الصفقات التي تؤتي ثمارها فيما بعد، لكن الاختيار هنا سببه الرئيسي، الحاجة الماسة لجهود مرموش فى مساعدة فريق مانشستر سيتي لتحسين نتائجه في الدور الثاني من الموسم الحالي، وتحسين وضعه في ترتيب الأربعة الكبار بنهاية الموسم في الدوري الإنجليزي.
ومع ظهور الثنائى صلاح ومرموش بهذا المستوى الرائع، حتمًا ستتغير نظرة الوكلاء ومسئولي الأندية الأوروبية تجاه اللاعب المصرى، مما يؤكد أن الفترة المقبلة ستشهد تجارب كثيرة وإتاحة فرص أفضل لاحتراف اللاعبين المصريين فى كبرى الاندية الأوروبية.
0 تعليق