يواصل الرئيس اللبناني المُنتخب جوزيف عون، اليوم الإثنين، استشاراته مع الكتل النيابية تمهيداً لتسمية شخصية سيعهد إليها مهمة تشكيل حكومة جديدة تنتظرها تحديات كبيرة، وستنتهي على الأرجح بتكليف القاضي نواف سلام برئاسة الحكومة.
وحصل نواف سلام حتى الآن على تأييد 68 نائباً مقابل تأييد تسعة آخرين لميقاتي، وفق تصريحات النواب لدى خروجهم من القصر الرئاسي حيث تجري الاستشارات.
و68 هو أكثر من نصف عدد النواب البالغ 128، ما يرجّح تسميته في نهاية الاستشارات، ولم يصل بعد نواب حركة «أمل» و«حزب الله» الذين يتوقع أن يسموا ميقاتي إلى القصر الجمهوري.
وسلام، الدبلوماسي المُخضرم الذي يرأس حالياً محكمة العدل الدولية في لاهاي، دعمته حتى اللحظة كتل معارضة لـ«حزب الله» إضافة الى كتلتي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، والتيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل، حليف «حزب الله» في العهد السابق.
نبذة عنه
نواف سلام، قاض ودبلوماسي وأكاديمي لبناني، من مواليد عام 1953، شغل منصب سفير وممثل دائم للبنان لدى الأمم المتحدة 10 سنوات، ومثل بلاده في مجلس الأمن.
انتخب عام 2018 قاضياً في محكمة العدل الدولية، وانتخب في السادس من فبراير 2024 رئيساً لهذه المحكمة 3 سنوات إثر انتهاء ولاية القاضية الأميركية جوان إي دونوغو، وأصبح ثاني عربي يتبوأ هذا المنصب بعد وزير خارجية الجزائر الأسبق محمد بجاوي.
الجذور
ولد نواف سلام في العاصمة اللبنانية بيروت، وينحدر أصله من عائلة سياسية معروفة، والده عبدالله سلام أحد مؤسسي شركة طيران الشرق الأوسط، وهي شركة الطيران الوطنية اللبنانية، ومثّل العائلة في مجلس إدارتها ما بين 1956 و1983.
جده لأبيه هو سليم علي سلام، الذي كان رئيساً لبلدية بيروت ونائباً في مجلس «المبعوثان» العثماني في إسطنبول، وأحد مؤسسي «الحركة الإصلاحية في بيروت» المناهضة للسياسة التركية في الشرق، وكان أيضاً عضواً في الحكومة العربية الكبرى التي أسسها الملك فيصل بن الحسين ومديرا لمكتبها في بيروت.
عمه هو صائب سلام، المعروف بنضاله ضد الاستعمار الفرنسي، وترأس الحكومة اللبنانية 4 مرات في الفترة ما بين 1952 و1973، وترأس ابن عمه تمام سلام الحكومة في الفترة 2014 و2016.
متزوج من سحر بعاصيري، وهي صحفية وسفيرة للبنان لدى «يونسكو»، وله ولدان عبدالله ومروان.
التعليم
بدأ مساره الأكاديمي بحصوله على دبلوم من مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية في باريس عام 1974 ثم دكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون بباريس عام 1979.
حصل على بكالوريوس القانون من جامعة بيروت عام 1984 ثم ماجستير في القانون من كلية الحقوق بجامعة هارفارد عام 1991 ثم دكتوراه دولة في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1992.
بدأ مساره المهني في مجال القانون عام 1984 محامياً بالاستئناف وعضواً في نقابة المحامين في بيروت ومستشاراً وممثلاً للعديد من الهيئات الدولية والمحلية والعامة والخاصة في بيروت في فترتين (1984ـ1989) و(1992ـ2007)، كما عمل في مدينة بوسطن الأميركية ممثلاً قانونياً لعدد من المؤسسات الدولية في الفترة ما بين (1989ـ1992).
حياته المهنية
عمل محاضراً في جامعة السوربون من عام 1979 إلى عام 1981، حيث درس التاريخ المعاصر للشرق الأوسط، وفي عام 1981 كان زميلاً زائراً في مركز ويذرهيد للشؤون الدولية بجامعة هارفارد، وبين عامي 1985 و1989 عمل محاضراً في الجامعة الأميركية في بيروت.
بعد عودته إلى بيروت عام 1992، عمل محامياً، وبالتوازي مع ممارسته القانون، بدأ تدريس القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت وترأس قسم الدراسات السياسية والإدارة العامة في الجامعة ذاتها في الفترة 2005ـ2007.
عمل محاضراً في عدة جامعات منها كلية الحقوق في جامعة هارفارد وكلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا ومعهد السلام الدولي في نيويورك وكلية الحقوق بجامعة «ييل» وجامعة «فرايبورغ» الألمانية وجامعة بوسطن، وفي جامعات عربية في الرباط والقاهرة وأبو ظبي.
انتخب عضواً في المكتب التنفيذي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان ما بين 1999 و2002، وكانت مهمة هذا المجلس هي تقديم المشورة والاقتراحات والتوصيات في المشاريع ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي التي ترده من الحكومة.
عيّنه مجلس الوزراء اللبناني عام 2005 عضواً ومقرراً في الهيئة الوطنية لإصلاح قانون الانتخابات، حيث أسهم في إعداد مسودة قانون انتخابي جديد بعد إنهاء سورية وجودها العسكري في لبنان.
ترشيح للمنصب.. ومهام دبلوماسية
تم تداول اسمه في الساحة السياسية عام 2020 لرئاسة حكومة لبنان بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت باعتباره مرشحاً حيادياً وتكنوقراطياً، وبالنظر لسجله الدبلوماسي والقانوني والدولي الحافل، لكن «حزب الله» وحركة أمل اعترضا على تسميته.
عمل سفير وممثل دائم للبنان لدى الأمم المتحدة بين 2007 و2017 وممثله في مجلس الأمن.
رئيس مجلس الأمن ما بين مايو 2010 وسبتمبر 2011.
نائب رئيس الدورة الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة من سبتمبر 2012 إلى سبتمبر 2013.
ممثل لبنان في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة عامي 2016 و2018.
انضم عام 2018 إلى المحكمة الدولية التي تتألف من 15 قاضياً ينتخبهم الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
كان عضواً في بعثات ميدانية لمجلس الأمن إلى عدة دول كإثيوبيا والسودان وكينيا أوغندا وأفغانستان.
0 تعليق