احتفالات في غزة مع قرب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار
الصفقة أُبرمت ليل أمس وتدخل حيز التنفيذ الأحد وسجون الاحتلال ثبّتت كاميرات توثق إطلاق الموقوفين
غزة، الدوحة، عواصم - وكالات: كشفت وسائل إسرائيلية عن تقديرات بأن التوقيع على اتفاق تبادل الأسرى والهدنة بين "حماس" وإسرائيل سيتم الليلة والإعلان عنه يوم غد الخميس، فيما تبدأ عملية الإفراج يوم الأحد المقبل، وبذلك سيكون يوم الأحد المقبل أول أيام الهدنة التي يتضمنها الاتفاق، ونقلت "القناة 13" عن مسؤول إسرائيلي أن ليل امس، سيشهد الاعلان عن التوصل إلى اتفاق مع "حماس"، وعن الجدول الزمني لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في المرحلة الأولى ذكرت "القناة 12" الإسرائيلية أن اليوم الأول يتضمن إطلاق سراح ثلاثة أسرى، واليوم السابع إطلاق أربعة أسرى، بينما سيطلق في اليوم الـ14 سراح ثلاثة أسرى ومثلهم في اليوم الـ21.
وبينما ذكرت وكالة "رويترز" أن "حماس" أعطت الضوء الأخضر لإبرام الاتفاق، حيث قام فريق التفاوض الإسرائيلي بإطلاع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الاتصالات خلال مؤتمر عبر الهاتف عقد ليل أمس، توقع مصدر فلسطيني الإعلان عن إتمام الصفقة اليوم الخميس، مشيرا لهيئة البث الإسرائيلية "كان" إلى اجتماع حاسم لقيادة حركة "حماس" فجر أمس، تم خلاله الاتفاق على معظم النقاط الخلافية، بما في ذلك التفاصيل المتعلقة بخرائط التنفيذ، مشيرا إلى أن الاتفاق يشمل آلية تنفيذ فورية قد تبدأ خلال 24 إلى 48 ساعة من لحظة الإعلان الرسمي عنه، ومن المتوقع أن يتضمن خطوات تدريجية للإفراج عن المعتقلين والمحتجزين، في مقابل وقف إطلاق النار وفتح قنوات للمساعدات الإنسانية.
وفيما زعم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن إقامة دولة فلسطينية سوف تؤدي إلى إنشاء دولة "حماس"، محذرًا من تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة، اتهم مصدر سياسي إسرائيلي "حماس" بالتهرب من الاتفاق وتأخير الإجراءات، عبر الادعاء بشكل كاذب أن إسرائيل أضافت شروطًا جديدة في مفاوضات الهدنة، مؤكدا التزام بلاده بما تم التفاوض عليه وأن الكرة الآن في ملعب حماس لاتخاذ الخطوة التالية، قائلا إن "حماس" تحاول تجنب تنفيذ الصفقة المرتقبة.
من جانبه، كشف مسؤول إسرائيلي أن المفاوضات وصلت إلى مرحلة حرجة، رغم وجود بعض التفاصيل العالقة التي تحتاج إلى تسوية، لافتا لاجراء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سلسلة اتصالات مكثفة مع رئيس "الموساد" وأعضاء الوفد الإسرائيلي المشارك في المحادثات الجارية في الدوحة، كما أفادت شبكة "سي إن إن" بأن مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، بريت ماكغورك، ومبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، أجريا اتصالات مشتركة مع نتنياهو لدفع المحادثات، وكشف موقع "واللا" عن انقسام داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن التنازلات المحتملة في الصفقة.
وبينما أشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن إسرائيل تستعد للانسحاب التدريجي من بعض مناطق غزة كجزء من المرحلة الأولى لتنفيذ الاتفاق، وسط مخاوف من استغلال "حماس" لهذه الفترة لزيادة الضغط وتحسين شروط الصفقة، وأكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لا بيد أن رئيس حكومة الاحتلال لديه الأغلبية اللازمة لإتمام الصفقة، معبراً عن أمله في عودة ثلاث أسيرات إلى إسرائيل بحلول يوم الأحد المقبل، بدأت السلطات المصرية الاستعدادات لتشغيل معبر رفح البري لإدخال المساعدات الإنسانية والوقود، إضافة إلى استقبال المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين بمجرد تنفيذ الاتفاق، وقالت مصادر إن المعبر سيشهد نقل المرضى والجرحى بعد أسبوع من بدء الهدنة، إلى جانب إدخال بيوت متنقلة وخيام للنازحين ومعدات لإزالة الركام.
وفي السياق، أفادت مصادر فلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي بدأ تفكيك قطع عسكرية في محور "نتساريم" وسط قطاع غزة، في خطوة وصفها البعض بأنها تمهيد لإعلان اتفاق وقف إطلاق النار، وقالت مصادر محلية وشهود عيان في غزة إن آليات نقل عسكرية دخلت محور "نتساريم" الذي يعد من النقاط الستراتيجية الهامة في القطاع، حيث يقسم غزة إلى نصفين، شمال وجنوب، وبدات بعملية تفكيك الأبراج العسكرية في غرب المحور، وقال الشهود إنهم شاهدوا عمالاً إسرائيليين يعملون أيضا على تفكيك قطع عسكرية داخل المحور، مشيرين إلى أن الجيش الاسرائيلي قام فعليا بازالة أبراجا للمراقبة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وفي إطار الإفراج المتوقع عن سجناء أمنيين فلسطينيين في إطار صفقة الرهائن، أمرت مصلحة السجون الإسرائيلية أفراد الحراسة أمس، بأن يكونوا مجهزين بكاميرات مثبتة على الجسم، وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن القرار يهدف إلى توثيق الحالة الجسدية والطبية للسجناء في كل مرحلة من مراحل إطلاق سراحهم، لمواجهة الادعاءات الكاذبة المحتملة، مشيرة إلى أن المفوض العام للعمليات والأمن في إسرائيل أفيخاي بن حمو هو الذي اتخذ القرار.
على صعيد متصل، أكد مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يزال يجري مشاورات مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس والوفد المفاوض، نافيا أن يكون تأخير "حماس" في الرد سببه عدم تسليم خرائط الانسحاب، بينما أكدت مصادر أن "حماس" لا تزال تراجع بعض بنود مقترح الصفقة، وطلبت مهلةَ ساعات للرد، وقال مسؤول في "حماس" إن الحركة لم تسلم ردها لأن إسرائيل لم تقدم خرائط الانسحاب، لكن بدأ الطرفان يستعدان للصفقة رغم هذا الجدل، وشرعت "حماس" في تقسيم الأسرى لمجموعات والتنسيق مع الوسطاء والصليب الأحمر حول تسلم الأسرى، وأشارت المصادر إلى أنه تم نقل الأسرى حاملي الجنسية الأميركية إلى أماكن آمنة تمهيدا للاتفاق.
0 تعليق