أفاد الدكتور جهاد الحرازين، القيادي في حركة فتح، بأن حرب الإبادة على قطاع غزة مستمرة منذ 15 شهرًا دون توقف.
وأشار إلى أن مصر، منذ بداية العدوان، اتخذت موقفًا قويًا في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في القطاع، وتمكنت من التوصل إلى هدنة في نوفمبر 2023 استمرت لمدة أسبوع.
وفي حديثه مع الإعلامي محمد الغزيري في برنامج "الصالون" على فضائية "الشمس"، أوضح الحرازين أن الاحتلال الإسرائيلي دمر جميع البنية التحتية في غزة، بما في ذلك المستشفيات والطرق وشبكات المواصلات والصرف الصحي والكهرباء، إضافة إلى استهداف الأطفال والشيوخ بشكل كامل.
وأشار إلى أن عدد الشهداء تجاوز 47 ألفًا، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 110 آلاف مصاب، مما يدل على أن الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة كانت حرب إبادة.
كما نوه إلى أن صفقة وقف إطلاق النار التي تم الإعلان عنها مؤخرًا هي نفس المبادرة التي طرحتها مصر العام الماضي، حيث اقترحت مصر وقف إطلاق النار على ثلاث مراحل. وأوضح أن الرئيس الأمريكي تبنى المبادرة المصرية وحولها إلى مبادرة أمريكية.
وأضاف أن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار تمتد لـ42 يومًا، يتم خلالها الإفراج عن حوالي 34 أسيرًا إسرائيليًا من النساء والأطفال المحتجزين لدى المقاومة. أما المرحلة الثانية فتتعلق بتبادل الأسرى بين الجنود الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، تليها المرحلة الثالثة التي تشمل وقف إطلاق النار بشكل نهائي وانسحاب قوات الاحتلال من غزة بالكامل.
وأكد أن تأخير صفقة وقف إطلاق النار كان نتيجة محاولات كل طرف للضغط على الآخر لتحقيق أكبر قدر من المكاسب من خلال التوصل إلى صيغ معينة.
وأشار إلى أن المفاوضات الأخيرة تضمنت انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق ذات الكثافة السكانية إلى المناطق الأقل كثافة، بالإضافة إلى عودة السكان إلى شمال القطاع.
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني يعاني من التجويع بسبب منع إدخال المساعدات، وتدهور الوضع الصحي، حيث أجرى العديد من الأطباء عمليات جراحية دون استخدام التخدير، بالإضافة إلى انتشار الأمراض نتيجة تلوث المياه وأزمة الصرف الصحي التي أدت إلى كارثة بيئية.
كما أشار إلى أن صفقة وقف إطلاق النار تضمنت الاتفاق على فتح المعابر وإدخال حوالي 600 شاحنة محملة بالدواء والغذاء والوقود، مؤكدًا أن الوضع في غزة سيء للغاية، وأن دخول 2000 شاحنة يوميًا لا يكفي، خاصة وأن القطاع محاصر منذ عام ونصف.
وشدد على ضرورة الحفاظ على النظام السياسي الفلسطيني من خلال حكومة فلسطينية تسيطر على جميع الأراضي الفلسطينية، مما يفشل مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يسعى لعدم إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما أكد على أهمية التمسك بمجموعة من الثوابت الفلسطينية، والتي تتضمن أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وضرورة تحقيق الوحدة في النظام السياسي الفلسطيني، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من المطالبة بدولة مستقلة أمام العالم.
0 تعليق