محليات
0
❖ هديل صابر
ناقش المؤتمر الأول للسكري الذي نظمه المستشفى الأهلي الجمعة، مخاطر انتشار مرض السكري لأسباب تتعلق بالسمنة ونمط الحياة غير الصحي، لاسيما بين جيل اليافعين، والمضاعفات التي يخلفها وتأثيرها على أعضاء الجسم كافة.
وأكدَّ عدد من الأطباء في تصريحات لـ»الشرق» أنَّ نسبة انتشار السكري في المجتمع القطري تصل إلى 20%، وذات النسبة تنطبق على المرحلة ما قبل الإصابة، لأسباب في الأغلب تتعلق بنمط الحياة غير الصحي، مشيدين بدور الرعاية الأولية في اكتشاف الحالات ما قبل الإصابة بالمرض بهدف السيطرة عليه وبالتالي خفض الفاتورة الصحية سيما وأنه من الأمراض التي تشكل عبئا اقتصاديا على الدولة وعلى المجتمعات كافة.
هذا وقد طرح المؤتمر 13 ورقة عمل وناقش مضاعفات السكري، وتأثيره على القلب والكلى، وعلاقته بالسمنة، كما تناول المؤتمر مراحل التشخيص وطرق العلاج الحديثة التي بإمكانها السيطرة على استقرار الإصابة، وقد تحدث بالمؤتمر نخبة من استشاريي السكري في القطاع الصحي الحكومي والأهلي من دولة قطر، والولايات المتحدة الأمريكية، بحضور 250 مشاركا من نخبة أطباء الغدد والسكري والباطنة والتمريض والتخصصات الطبية المساندة في المستشفى الأهلي.
وجاء الهدف من المؤتمر هو التوصية بالمبادئ التوجيهية المحدثة لمرض السكري من خلال تزويد الأطباء بأحدث الإرشادات الممارسات القائمة على الأدلة لتشخيص علاج وإدارة مرض السكري مع الجديد من التدخلات الدوائية، إنشاء تعاون متعدد التخصصات من خلال تعزيز التعاون بين الرعاية الأولية والرعاية الثانوية، رفع مستوى الوعي وتثقيف الجمهور حول الأسباب والعواقب، مناقشة السمنة وكيف لها دور في زيادة خطر الإصابة بحالات صحية مختلفة كأمراض القلب ومناقشة الخيارات العلاجية.
- تحديات صحية
وفي هذا السياق أكدَّ الدكتور عبد العظيم حسين استشاري جراحة أول ورئيس الطاقم الطبي ورئيس الجراحة العامة بالمستشفى الأهلي- « أهمية انعقاد المؤتمر، نظرًا لأن السكري يمثل تحديا صحيا كبيرا يؤثر على معظم أعضاء الجسم.»
وأشار الدكتور عبد العظيم عبد الوهاب في تصريحاته إلى العلاقة ما بين مرض السكري والسمنة وبالعكس، مؤكدا أن جراحات السمنة التي تُجرى في المستشفى تسهم بشكل مباشر في تحسين حالة المرضى المصابين بالسكري، من خلال خفض الوزن وتنظيم مستويات السكر في الدم.
- تعزيز التعاون
بدوره أكد الدكتور محمد الريشي- رئيس قسم الغدد الصماء والسكري بالمستشفى الأهلي ورئيس المؤتمر الأول للسكري-، أن المؤتمر جاء استجابة لانتشار مرض السكري في قطر، حيث تبلغ نسبة الإصابة نحو 20%، مع نسبة مشابهة في مرحلة ما قبل الإصابة، موضحا أن المؤتمر يسعى إلى تعزيز التعاون بين القطاعين الصحي الخاص والعام لمكافحة المرض بفعالية، مع التركيز على أحدث طرق العلاج التي تتماشى مع التطورات الطبية.
وأشار الدكتور الريشي إلى أن المؤتمر ناقش مضاعفات السكري، لا سيما تأثيره على القلب والكلى، بالإضافة إلى علاقته بالسمنة كسبب رئيسي بعد العوامل الوراثية، وأفاد بأن جلسات المؤتمر تضمنت نقاشات مثمرة بين أطباء الجراحة وأطباء السكري حول الحلول الأنسب لعلاج السمنة المفرطة، سواء من خلال الجراحة أو تغيير نمط الحياة أو استخدام العلاجات الدوائية الحديثة كإبر السكري التي باتت واسعة الانتشار لتأثيرها المباشر على السكري وعلى خفض الوزن.
وفيما يتعلق بالتعاون بين القطاعين الصحي العام والخاص، شدد الدكتور الريشي على أهمية التنسيق لضمان تقديم أفضل خدمة للمرضى، موضحًا أن القسم يتابع شهريًا بين 1400 إلى 1500 مريض، ثلثهم يعانون من أمراض الغدد الصماء والبقية من مرض السكري. كما أشار إلى أن أغلب الحالات تعود لأسباب جينية أو نمط حياة غير صحي يؤدي إلى السمنة.
- الصحة العامة
وعلق الدكتور هيثم محمد –استشاري السكري والغدد الصماء في المستشفى الأهلي- حول أهمية انعقاد المؤتمر، إن مرض السكري يشكل تحديا عالميا يتعلق بالصحة العامة، لذا سلط المؤتمر الضوء على علاقة السكري بمرضي القلب والكلى، كما أنه فرصة وكي يجمع مقدمي الرعاية من أطباء وممرضين وصيادلة من القطاعين العام والخاص تحت سقف واحد للإطلاع على آخر المستجدات العلمية المتعلقة بمرض السكري، وطرق التشخيص الحديثة والعلاجات.
- تطور العلاجات
وتابع الدكتور هيثم محمد قائلا « إنَّ من أفضل ما حدث في السنوات الـ15 الماضية هو تطور العلاجات المتعلقة بالإصابة بالسكري وما ينتج عن الإصابة من أمراض كارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب والكلى على اعتبارها مضاعفات لمرض السكري، فتشخيص السكري هو أمر ابتدائي إلا أنه كمرض لا يأتي فجأة بل له مؤشرات كالجينات، أو نمط الحياة غير الصحي والسمنة، لذا نلحظ في الاستراتيجية الوطنية الثالثة للصحة التأكيد على تغيير نمط الحياة الصحي من خلال زيادة الحركة والنشاط لخفض معدلات السكري كإجراءات وقائية، لذا يأتي دور القطاع الصحي في تعزيز هذه الأهداف إلى واقع من خلال التثقيف الصحي ونشر الوعي، لافتا إلى أن دور التشخيص والأدوية يأتي بعد ذلك إذ أن الأدوية أصبحت أكثر تطورا في المحافظة على معدلات السكري لدى المريض.»
- إجراءات استباقية
وأكدَّ الدكتور هيثم محمد أهمية الإجراءات التي تقدمها المراكز الصحية في الإجراءات الاستباقية للكشف عن احتمالية الإصابة بالسكري أو أمراض الضغط، لافتا إلى أنَّ هذه الخطوة تأتي في إطار العلاقات مابين المؤسسات الصحية التي تقدم رعاية ثانوية ورعاية أولية، لافتا إلى دور طبيب الأسرة في اكتشاف مثل هذه الأمراض، إذ أن دور الفحص المبكر مهم جدا لاسيما في المجتمعات الخليجية التي طرأ عليها تحول في نمط الحياة مما أثر على ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري حتى بين المراهقين، لذا من كان نمط حياته خاطئا من زيادة الوزن والسمنة أو الجينات هذه تشير إلى خطر الإصابة بالسكري لذا يجب على هذه المجموعات الفحص لتجنب الإصابة الفعلية بالسكري.
- 13 ورقة عمل
وحول أوراق العمل، أشار الدكتور هيثم محمد إلى أنَّ المؤتمر طرح 13 ورقة عمل تشمل نواحي عديدة تتعلق بعلاقة السكري بأمراض السمنة والقلب والكلى، كما تمت مناقشة أمراض الأيض والغدد الصماء، على أن يناقش المؤتمر الثاني للسكري تأثير السكري على أعضاء أخرى، لافتا إلى أنَّ مرض السكري وحده يمثل نصف الطب، للأسف لما له من تأثيرات على أغلب أعضاء الجسم.
- التدريب والتطوير
من جانبه أكدَّ الدكتور لؤي فخري -مدير التدريب والتطوير في المستشفى الأهلي-، أهمية التدريب والتطوير، وهذا المؤتمر يأتي في هذا السياق لافتًا إلى أن المشاركين في المؤتمر يحصلون على 6.25 نقطة ضمن نظام التعليم الطبي المستمر، كما أن التدريب والتطوير المهني للأطباء والكوادر التمريضية والإداريين يعد ركيزة أساسية لتحسين جودة الخدمات الصحية والارتقاء بمستوى الرعاية المقدمة للمرضى، في ظل التطور السريع الذي يشهده القطاع الطبي في دولة قطر، مما يجعل من الضرورة مواكبة هذه المستجدات لضمان أفضل تقديم لأفضل حلول طبية.
وأضاف الدكتور فخري قائلا « إنَّ التدريب المستمر يتيح للكوادر الطبية والتمريضية اكتساب المعرفة والمهارات الجديدة والوقوف على أحدث البروتوكولات العلاجية مما يرفع من كفاءة العاملين وبالتالي ينعكس الأمر على المرفق الصحي وعلى المستفيدين من الخدمات العلاجية والطبية، فضلا عن تعزيز الجودة في الرعاية الصحية يسهم في توحيد الجودة وتطبيق أفضل الممارسات الطبية مما يؤدي إلى تحسين تجربة المرضى ويرفع من كفاءة العاملين في القطاع الصحي.»
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق