حوارات
"إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ" (التغابن 15).
يُفتَنُ أحيانا أولياء الأمور الصالحون (الأب والأم) بأبنائهم، ويُختبر بسببهم صبرهم وإيمانهم، وربما يُبتلى المرء بفلِذّات كبده، والعياذ بالله.
ومن بعض فتن الأبناء في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
-عقوق الأبناء: يعقّ الأبناء أولوياء أمورهم عبر عصيانهم، وربما بتعمّد إيذائهم نفسياً بتصرّفاتهم الطّائشة، وتعريض والديهم لأقسى أنواع العذاب الروحيّ.
وهذا النوع من الفتنة يمثّل أقسى اختبار دنيوي يواجهه ولي الأمر الصالح.
-الأبناء والقدوات السيّئة: يقتدي بعض فِلْذَات الأكباد بقدوات سيئة، ويتأثّرون سلباً بقرناء السّوء، فيتحوّلون من نِعْمَة على والديهم الى نقمة يومية بسبب تصرّفات مدمرة، لتقليدهم أسوأ أنواع القدوات السلبيّة.
ومن مصادر القدوات السيّئة للأبناء هي الـ"سوشيال ميديا"، فيتحوّل الابن أو البنت، الذين كانوا قبل أشهر، أو سنوات قليلة، يمتلكون إمكانيّات أخلاقية واعدة، إلى مقلّدين عميان لبعض المؤثّرين المدمّرين في وسائل التواصل الاجتماعي.
-الأبناء وفتنة المال: يُفتن بعض أولوياء الأمور بأبنائهم بسبب سعيهم الى توفير الحياة الكريمة لهم، حيث يصدف أحياناً أن يكون بعض "فلِذّات الأكباد" مُدَلَّعين بإفراط، ولا يقدّر البالغون منهم التضحيات التي يقدّمها أولوياء أمورهم من أجل الحصول على لقمة العيش.
ويتجاهلون ما يتنازل عنه الآباء والأمّهات من آمال وتطلّعات شخصية من أجل سعادتهم ورخائهم المعيشيّ.
-الأبناء واتّباع الايديولوجيّات المدمّرة: يسبّب بعض الأبناء آلاماً نفسيّة شديدة لأولوياء أمورهم الصالحين، بسبب إتّباعهم الأعمى لأيديولوجيّات مصطنعة وأجنبيّة، تتعارض مع قيم الانتماء والولاء والوفاء للوطن، التي سعى والديهم لغرسها في عقولهم منذ الصغر، فيتحوّل بعضهم أعداء لمجتمعاتهم ولأوطانهم، وهو ما يسبب أحياناً إحراجات اجتماعية، لأولياء أمورهم من المواطنين المخلصين.
-ذنوب الأبناء ومسؤولية الوالدين: لا يتحمّل ولي الأمر الصالح ذنوب أبنائه الذين بلغوا سنّ الرّشد، فيقول المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم:"وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى" (فاطر 18)، وربما لا يجب على أولوياء الأمور الصّالحين سوى الاستمرار في الدعاء لهم بالهداية وبالصلاح.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق