ذكرت أربعة مصادر لصحيفة "فاينانشال تايمز" أن شركة جوجل قد قررت استثمار مليار دولار إضافي في شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة "أنثروبيك"، ليصل إجمالي استثماراتها في الشركة إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار. 

ولم تصدر الشركتان أي تعليق على هذه التقارير حتى الآن، وتستخدم جوجل نماذج الذكاء الاصطناعي "Claude AI" الخاصة بـ"أنثروبيك" على منصتها "Vertex AI"، وهي منصة تطوير تعتمد على الذكاء الاصطناعي.  

في المقابل، قامت شركة أمازون بضخ استثمارات بقيمة أربعة مليارات دولار في "أنثروبيك"، بهدف دمج نماذج "Claude AI" في الجيل القادم من مكبرات الصوت الذكية "Alexa". 

وتشير تقارير أخرى إلى أن "أنثروبيك" تخوض محادثات مع شركة "Lightspeed Venture Partners" لجمع استثمارات إضافية بقيمة ملياري دولار، وهو ما قد يرفع قيمة الشركة السوقية إلى 60 مليار دولار.  

ورغم هذه الاستثمارات الضخمة، يشكك المستثمرون في قدرة "أنثروبيك" ومنافسيها على تحقيق أرباح قريبة، نظرًا للتكاليف الباهظة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.  

جوجل، التي اخترعت تقنية "المحولات" (Transformers) في عام 2017، وهي نوع من الشبكات العصبية التي تعد الأساس لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الحديثة، قد شهدت نجاحًا في تطوير نماذج مثل "Gemini"، "Imagen"، "Chirp"، و"Veo". إلا أنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة في الحصول على مكانة مهيمنة في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي.  

وتتسبب هذه الاستثمارات المتزايدة من قبل الشركات التكنولوجية الكبرى في دعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي بزيادة القلق لدى الجهات التنظيمية، فقد حققت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) في استثمار أولي بقيمة 2.3 مليار دولار من شركة "ألفابت" (الشركة الأم لجوجل) في "أنثروبيك". 

إلا أن الوضع قد يتغير بعد تنحي مفوضة اللجنة، لينا خان، التي عُرفت بتوجهاتها الصارمة لمكافحة الاحتكار، ما يترك المجال مفتوحًا لصفقات أقل تدقيقًا في المستقبل.  

مع هذه التطورات، يتضح أن سوق الذكاء الاصطناعي يشهد تنافسًا شرسًا بين عمالقة التكنولوجيا، وسط تحديات تتعلق بالأرباح والتنظيمات.