أهالي أسرى محررين لـ الشرق: لولا جهود قطر والمقاومة لما عشنا هذه الفرحة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

0

حرية الأسرى تطغى على ما سواها..
27 يناير 2025 , 07:00ص
alsharq

فرحة طاغية عمّت أرجاء فلسطين بحرية الأسرى

❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

عندما علمت مزيونة أبو سرور، من مخيم عايدة قرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بأن ابنها ناصر سيتنفس الحرية بعد 32 عاماً في الأسر، بدأت تتعافى من جلطة دماغية كانت قد أصابتها.

تقول أم ناصر: كان ابني يوصيني في رسائله التي كانت تصلنا من سجنه، ويقول لي: «أرجوك يا أمي انتظريني، ولا ترحلي عن الدنيا قبل أن يفرج عني» مشددة على أنها تماثلت للشفاء، بمجرد أن علمت بأنه سيكون ضمن الأسرى المفرج عنهم.

وطغت فرحة عارمة في الشارع الفلسطيني، بحرية الأسرى الذين أفرج عنهم بموجب صفقة التبادل بين كيان الاحتلال وحركة حماس، وفي ساحة مجمع رام الله الترويحي، كان طوفان بشري يشعل قناديل الفرح لاستقبالهم بعد معاناة طويلة.

ورغم الحصار المطبق، الذي تفرضه قوات الاحتلال على مناطق الضفة الغربية، وتجلى  بنحو 100 حاجز عسكري إسرائيلي وبوابة حديدية، مزقت أوصال الضفة، إلا أن سيل من المواطنين أمّ مدينة رام الله، على مقربة من سجن عوفر العسكري، مسرح اليوم المشهود، فيما بدا وكأنه احتفالية للحرية، التي انتزعها الأسرى من سجانهم.

   - الشرق كانت هناك

مشاهد رصدتها «الشرق» لم يعهدها أهالي الأسرى من قبل، ورغم علامات التعب الجلية على محيا الأسرى، إلا أن فرحتهم طغت على كل شيء، وهم يتنسمون الحرية، فيما دموع الفرح خرجت من مآقي الأمهات وهن ينتظرن لقاء الأبناء بعد سنوات في غياهب السجون، أطبق عليهم الموت خلالها بأشكال مختلفة، فحسب روايات عدد من الأسرى المحررين، فهم خرجوا من «مسالخ» للإبادة الإنسانية، وكانوا على وشك الخروج جثثاً.

الأسير منصور موقدة (53) عاماً من بلدة الزاوية قرب سلفيت شمال الضفة الغربية، ظهر على عربة تشبه تلك التي صنعها داخل سجنه، كي يحمل عليها جسمه المشلول، بعد أن صادرت إدارة السجن عكازاته، إذ كان يعاني من عدة رصاصات اخترقت جسده، وظلت تلازمه طوال فترة سجنه البالغة 23 عاماً.

من بين الأسرى المحررين، ثلاثة أخوة، محمـد وشريف ونصر أبو حميد من مخيم الأمعري قرب رام الله، كانوا يقضون أحكاماً مؤبدة، وتركوا ثلاثة أشقاء آخرين ينتظرون الحرية، وآخر استشهد داخل سجنه وهو مضرب عن الطعام (الأسير الشهيد ناصر أبو حميد) ولا زال جثمانه محتجزاً منذ أكثر من عامين.

وكان أقدم الأسرى المفرج عنهم محمـد الطوس البالغ (67) عاماً من قرية الجبعة قرب بيت لحم، والذي أمضى (39) عاماً في الأسر، لا يقوى على المشي عندما نزل من الحافلة، وعبثاً راح يحاول التعرف على أقاربه.

يقول: «خرجنا اليوم من جهنم، وثلاجات الموت (في إشارة إلى السجون) وما يهمنا وقف حرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة، اليوم نرى النور في نهاية النفق» مبيناً أنه قضى عدة سنوات في زنازين العزل الضيقة والمخنوقة.

    - شكراً قطر

شقيقة الأسير عبد العزيز مرعي من قرية قروة بني حسان قرب سلفيت، أوضحت أن فرحتها لا توصف وهي تستقبل شقيقها، الذي غاب عنها 15 عاماً، مضيفة: «أسرانا خرجوا من قبور الأحياء، ونحن نشعر بأننا ولدنا من جديد، هذه من أجمل اللحظات التي عشتها.. شكراً للمقاومة، وشكراً لدولة قطر التي لولا جهودها لما رأى الاتفاق النور».

ولم تكن والدة الأسير أحمد موسى من مدينة رام الله، أقل حماسة، فأشارت إلى أنها كانت تنتظر هذه اللحظة منذ 23 عاماً، مشددة: «لولا صمود المقاومة، وتضحيات الأهل في غزة، والجهود القطرية، لم أكن لأرى ابني حراً».

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق