عبّر المسؤولون الإيرانيون في مناسبات عدة عن استعدادهم للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة ، ولكن يبقى السؤال الأهم: على أي أساس وبأي شروط؟.
وحول السيناريوهات المتوقعة في هذا الملف، قال الباحث والكاتب السياسي المختص بالشأن الإيراني، حكم أمهز، إنه إذا كانت الولايات المتحدة والدول الغربية تسعى لفرض شروط معينة، تتضمن نزع قدرات إيران العسكرية، بما في ذلك الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والتكنولوجيا المتقدمة، فإن إيران لن تقبل بهذه الشروط، مهما كانت العواقب.
وأضاف “أمهز” في تصريحات خاصة لـ الدستور، أنه مع ذلك، إذا كانت هناك مفاوضات قائمة على أسس عادلة وتفاهم مشترك، فمن المحتمل أن تقبل إيران التفاوض، حتى مع وجود مفاوضات مباشرة مع الأمريكيين، ولكن ذلك يتطلب بناء الثقة، وهو ما لم تتمكن الولايات المتحدة من تحقيقه حتى الآن.. التاريخ أظهر أن الضمانات التي قدمتها الولايات المتحدة والدول الغربية لم تكن موثوقة، مما أدّى إلى تآكل الثقة بين الطرفين.
عدم إمكانية الرجوع إلى الاتفاق النووي السابق
وتابع أمهز، أنه لا يمكننا العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 كمؤشر للمفاوضات المستقبلية. فهناك الكثير من التطورات التي طرأت على البرنامج النووي الإيراني والقدرات العسكرية. الاتفاق السابق قد يكون أساسًا للمفاوضات، لكنه يجب أن يتماشى مع الظروف الجديدة والمستجدات.
وأكد أن إيران تتعامل مع المجتمع الدولي وفقًا للقوانين الدولية، وأظهرت التزامها بتلك القوانين، ولكن عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي، لم يتمكن المجتمع الدولي من تقديم الدعم لإيران أو تخفيف العقوبات المفروضة عليها، وهذه التجربة جعلت إيران تشعر بخيبة أمل تجاه المجتمع الدولي، الذي لم يستطع حتى أن يضغط على الولايات المتحدة لإعادة الالتزام بالاتفاق.
واشار الى أن إيران تسعى إلى أن تكون القوانين الدولية سارية على الجميع، وليس فقط على الدول التي تُفرض عليها العقوبات أو الضغوط.
إجراءات إيران في حال تعثر المفاوضات
وأضاف أمهز، أنه في حالة تعثر المفاوضات، لا يُعتبر هذا جديدًا على إيران. فهي منذ انتصار الثورة الإسلامية واجهت تحديات وصعوبات عديدة. في تلك الفترة، عملت على تعزيز قدراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية بشكل متواصل.. واليوم، تعتبر إيران من الدول الرائدة في تحقيق الاكتفاء الذاتي والتقدم العلمي، حيث طوّرت تقنيات متقدمة في مجالات عدة، بدءًا من الصناعات العسكرية وحتى الصناعات الغذائية والطبية.
وأوضح أنه علاوة على ذلك، عززت إيران علاقاتها مع دول مثل روسيا والصين، مما أتاح لها القدرة على التفاف حول العقوبات المفروضة عليها. وبفضل هذا التحالف، أصبحت إيران قادرة على مواجهة الضغوط الخارجية بشكل أفضل.
وختم تصريحاته بأن إيران مستعدة لكافة الاحتمالات وتعمل بشكل مستمر على تعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية. إذا لم تكن المفاوضات قائمة على أسس عادلة، فإن إيران ستواصل تعزيز قدراتها وتطوير علاقاتها مع القوى الدولية الأخرى.
0 تعليق