كشفت الباحثة في الشأن الايراني سمية عسلة، سيناريوهات ومستقبل الاتفاق والمفاوضات بين الولايات المتحدة وايران، مؤكدًة أن العديد من التقارير المنشورة في الصحف الأمريكية تشير إلى مساعي إيران لعقد اتفاقية نووية جديدة مع الرئيس الأمريكي ترامب، وذلك بخلاف الاتفاقية التي انسحب منها في 2015 تحت مسمى خطة العمل الشامل.
وأوضحت عسلة في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، أن الإدارة الأمريكية الجديدة تتبنى لغة أكثر مرونة تجاه إيران، متجنبة أسلوب التصعيد المعتاد، والرئيس ترامب نفى أي نية لمساعدة إسرائيل في ضرب المنشآت النووية الإيرانية.
ولفتت إلى أن تلك المعطيات تدل على أن الولايات المتحدة وإسرائيل والكتلة الغربية الداعمة لهما تعاني من عجز واضح في القضاء على الدور الإيراني في المنطقة، وتجلى ذلك في فشل الاحتلال في القضاء على جماعة الحوثي في اليمن، كما أن هذه الصعوبات الجغرافية والسياسية تشكل ضغطًا على الجانب الأمريكي والإسرائيلي تجبره على فتح باب التفاوض النووي مع إيران، وهو ما حدث مؤخرًا في جنيف، حيث اجتمع ممثلون عن وزارات الخارجية في الاتحاد الأوروبي مع مسؤول إيراني بارز.
احياء الاتفاق النووي
وأوضحت “عسلة” ان هذا يشير إلى أن الاتفاق النووي القديم لم يعد يتماشى مع التقدم الذي حققته إيران في برنامجها النووي، كما أوضح مدير وكالة الطاقة الذرية أن إيران باتت قريبة من إعلان امتلاكها للقنبلة النووية.
وبالنظر إلى كل ما سبق، أشارت الباحثة الى أن احتمالية الوصول إلى اتفاقية نووية جديدة بين إيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تبدو ممكنة، فليس من مصلحة أي طرف التصعيد نحو حرب شاملة، خاصة مع وجود دول تمتلك السلاح النووي. إيران، التي تحملت عقوبات اقتصادية صارمة وضغوطات سياسية على مدى سنوات، لن تقبل بالمساومة على برنامجها النووي أو مجرد تهديدات من الأطراف الغربية.
وذكرت عسلة، أنه إذا تعثرت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة والكتلة الغربية، فإن إيران ستلجأ مجددًا إلى سياسة الضغط من خلال أذرعها، رغم ضعفها النسبي.. فقد يستعيد الحوثيون نشاطهم في حروب الممرات المائية، حيث تدرك إيران جيدًا أنها في موقف قوة على طاولة المفاوضات النووية، ولن تقدم تنازلات بسهولة، يجب أن تراعى الاتفاقية الجديدة التطورات التي أحرزتها إيران، بدلًا من إعادة الأمور إلى نقطة البداية في برنامجها النووي.
0 تعليق