شفافيات
في مقابلة متلفزة مع الرئيس الاميركي ترامب قال فيها: "إن المسلمين يكرهوننا"، ولست أدري في الضمير المقصود بالكراهية في يكرهوننا، هل المقصود فيها الشعب الاميركي ام الحكومة الاميركية، أن المقصود فيها الم سيحيون؟
اذ لا مجال لاحتمالات أخرى؛ ولكي نصحح للسيد الرئيس الاميركي ترامب المحترم افكاره التي قالها، صريحة واضحة دون مواربة، نقول: يا سيد ترامب، لقد ظلمت المسلمين كما ظلمت الاسلام في تصريحك، هذا لاسباب كثيرة ومنها:
أن المسلمين لا تسمح لهم عقيدتهم الدينية بكراهية البشر، مهما اختلفوا معهم في الرأي والعقيدة، والاتجاه، فالقرآن الكريم يقول: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
فالقرآن الكريم يعلم المسلمين، ويعلم الناس جميعا، عدم التنازع بسبب تنوع الاعراق والاصول، والنوعية البشرية؛ ويذكر البشر جميعاً بأهمية المسالمة بين البشر بالتعارف لا بالتعارك؛وهو معنى قول الله تعالى لتعارفوا.
ثم يبين ان الافضلية في البشر لا تعود الى الأصول ولا نوعية البشر من ذكر وانثى، في ثقافة الاسلام؛ إنما تعود الى السلوك الصالح الذي يقيده الارتباط بالله رب العالمين.
فالافضلية ليست للعنصرية، إنما لحسن السلوك؛ وحسن السلوك من دوافعه طاعة الله الذي امر بالاخلاق والعرف والتفاهم.
وفي القرآن الكريم تعاليم من الآيات القرآنية كثيرة جدا تدعو الى السلم والسلام بين البشر، وعدم العدوانية.
فمن اين اتيت يا سيادة الرئيس بفكرة ان "المسلمين يكرهوننا"؟ ثم اذا كان المقصود بالضمير في كلامك المسيحيين، فانظر الى عدد الآيات والسور التي تعظم السيد المسيح (عليه السلام) ووالدته، وتعظم آل عمران، وكل من ينتسب للمسيح ووالدته العذراء مريم، فكيف يكره المسلمون المسيحيين، وهم مأمورون بحب المسيح ووالدته، التي قال عنها الله تعالى في القرآن انه لا يوجد مثلها في نساء العالم.
والحديث عن محبة المسلمين لاصحاب الدين الالهي يطول فيه الكلام، فاقرأ يا سيد ترامب عن المسلمين من خلال ثقافتهم، وما يتعلمون منه من مصادرهم الرسمية؛ ولا تقرأ عنهم من بعض كتب المستشرقين، الذين تعمدوا تضليل البشر في افكارهم المغلوطة عن الاسلام والمسلمين.
والعكس هو الصحيح في ظلم المسلمين، وذلك في احتلال بلادهم واستعمارهم، ونهب خيراتها، واملاء الشروط عليهم، وتأبيد حروب الابادة والعنصرية ضدهم، كما حدث في تأييد الكيان الصهيوني المغتصب لبعض بلادهم، مثل فلسطين ضد سكان غزة، ومحاولة ابادتهم نساءً واطفالاً وشيوخاً، وشباباً، ومحاولة تهجيرهم عن اوطانهم عنوة وغصبا؛ فمن الذي يستهين بالآخر يا سيد ترامب؟
وبودي ان اقول لسيادتكم اننا نحن المسلمين في كل انحاء العالم، وفي الولايات المتحدة، قد فرحنا لنجاحكم يا سيد ترامب في الانتخابات، وقد ساندك المسلمون في هذا النجاح، فمن اين اتيت بفكرة الكراهية عند المسلمين للآخرين؟
ان هذا ظلم عظيم للمسلمين، فنرجو تصحيح مثل هذه المفاهيم عن المسلمين، وعن الاسلام الذي هو دين للبشرية جميعاً يدعو للمحبة والسلام والتعارف والتآلف.
كاتب كويتي
0 تعليق