صقور الإدارة الجديدة يؤيدون حصار طهران لتغيير سلوكها أو إضعافها... والمؤيدون للاتفاق يجنحون للتفاوض
طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، برز الحديث بشكل كبير عن مستقبل العلاقات بين الإدارة الأميركية الجديدة وإيران، وبين سياسة أقصى الضغط التي انتهجها ترامب ضد طهران في ولايته الأولى والتفاوض للتوصل لاتفاق وجمود ومراوغة، حصر تقرير مستقبل هذه العلاقة في ثلاثة سيناريوهات، أولها التفاوض والتوصل إلى اتفاق جديد، وفيه تتجه إيران والولايات المتحدة إلى المفاوضات ويتم التوصل إلى اتفاق جديد مشابه للاتفاق النووي "برجام"، ولكن مع شروط أكثر صرامة على إيران مثل تقليص تخصيب اليورانيوم والحد من الأنشطة الإقليمية وزيادة الرقابة الدولية، فيما يتمثل السيناريو الثاني في استمرار الضغط الأقصى، وفيه تستمر الولايات المتحدة في فرض العقوبات الاقتصادية، بينما تواصل إيران تعزيز برنامجها النووي، ما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات الإقليمية، ويتمثل السيناريو الثالث في الجمود التفاوضي والمراوغة الإيرانية، وفيه تحاول إيران من خلال تكتيكات ديبلوماسية ومفاوضات غير حاسمة، كسب الوقت لمواصلة تطوير برنامجها النووي، ويؤدي هذا السيناريو إلى احتمال فرض عقوبات أكثر صرامة وربما تفعيل آلية العقوبات الدولية "سناب باك".
وسلط التقرير الضوء على الأزمات الداخلية والتناقضات داخل نظام طهران، مؤكدا أن نظام الملالي يواجه أزمات متعددة تهدد بقاءه واستقراره، أبرزها الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن العقوبات، إضافة إلى الفساد المستشري والسخط الشعبي الواسع، لافتا لانقسام حول كيفية التعامل مع الولايات المتحدة، بين فريق مؤيد للمفاوضات وقبول تقديم تنازلات يرى فيها السبيل الوحيد للحفاظ على بقاء النظام، وفريق معارض يرى أن أي تفاوض من موقع ضعف سيؤدي لانهيار النظام ويؤكد على ضرورة استمرار المقاومة.
في المقابل، وبينما تتبنى الإدارة الأميركية الجديدة سياسة متعددة الأوجه تجاه إيران، فإن هناك اتجاهين رئيسيين داخل الإدارة، هما دعاة الضغط الأقصى الذين يعتقدون أن إيران يجب أن تخضع لأقصى درجات الضغط إما لتغيير سلوكها أو لإضعافها، والمؤيدون للتفاوض والاتفاق الذين يرون أن التفاوض من موقع قوة، دون تقديم تنازلات جوهرية لإيران، يمكن أن يؤدي إلى اتفاق جديد، ويمثل دعاة الضغط الأقصى شخصيات مثل ماركو روبيو ومايكل والتز وجون راتكليف الذين يدعون إلى سياسة هجومية، بينما يمثل المؤيدون للنهج الديبلوماسي بعض المقربين من الإدارة الحالية الذين يرون أن الضغط يجب أن يقترن بالديبلوماسية.
أما أبرز التحديات المحتملة أمام المفاوضات فتتمثل في العقبات الداخلية في إيران وغياب الإجماع داخل النظام والمخاوف من التداعيات الداخلية للمفاوضات وردود الفعل الشعبية، والسعي للحفاظ على النفوذ الإقليمي والتوازن مع الولايات المتحدة، فيما تتمثل العقبات الخارجية والدولية في الموقف الصارم للدول الأوروبية تجاه البرنامج النووي الإيراني، وتصاعد تخصيب اليورانيوم والمخاوف الدولية من البرنامج النووي الإيراني، وتأثير الدول الإقليمية مثل السعودية وإسرائيل على السياسات الأميركية.
وبالنسبة للمقاومة الإيرانية وخاصة منظمة "مجاهدي خلق" والمجلس الوطني للمقاومة، فإنها ترى أن أي مفاوضات مع نظام الملالي دون الاعتراف بحقوق وتطلعات الشعب الإيراني، لن تؤدي إلا إلى استمرار الديكتاتورية الدينية وزيادة القمع الداخلي، وتؤكد أن نظام الملالي غير قابل للإصلاح، والحل الوحيد تغييره بشكل جذري من قبل الشعب والمقاومة المنظمة.
0 تعليق