لولوة النعيمي مديرة الإستراتيجية والشراكات بمؤسسة قطر لـ "الشرق": المدينة التعليمية بيئة نموذجية تحفّز على الإبداع والابتكار

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

0

03 فبراير 2025 , 07:00ص
alsharq

لولوة النعيمي، مديرة الإستراتيجية والشراكات بمؤسسة قطر

❖ وفاء زايد

■ اتباع نهج «التعليم التحويلي» لتنمية مهارات التفكير النقدي

■ منظومة تجمع بين الجامعات العالمية ومراكز الأبحاث والابتكار

■ توفير تجربة تعليمية متكاملة تتجاوز حدود الفصول التقليدية

■ تطوير المهارات لتتماشى مع احتياجات سوق العمل القطري 

قالت السيدة لولوة أحمد النعيمي، مديرة إدارة الاستراتيجية والشراكات في قطاع التعليم العالي بمؤسسة قطر، إنّ المؤسسة ترتكز على مبدأ الشراكات الاستراتيجية مع أبرز المؤسسات العالمية، وتسعى باستمرار إلى تعزيز هذا النهج لتحقيق رؤيتها. وأوضحت أنّ دورها يتمحور حول تعزيز العلاقات مع الشركاء الحاليين وتحقيق أقصى استفادة من هذه الشراكات، مع ضمان اتساقها مع الأولويات الوطنية، ورؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، إلى جانب العمل على بناء شراكات جديدة تدعم تنفيذ الاستراتيجية وتعزز مواءمتها مع التوجهات الوطنية.

وفيما يتصل بأهم المبادرات والمهام المنوطة بالإدارة، أشارت النعيمي في تصريح لجريدة «الشرق»، إلى أنّ إدارة تنفيذ الاستراتيجية تأتي في صدارة الأولويات، إذ تحرص الإدارة على ضمان تطبيق استراتيجية التعليم العالي بكفاءة وفاعلية، بما يتوافق مع أهداف المؤسسة والأولويات الوطنية. كما تعمل الإدارة على دعم القرارات المبنية على البيانات من خلال الأبحاث المؤسسية والتحليلات، وذلك عبر توفير بيانات دقيقة وموثوقة تسهم في تحقيق الفاعلية والكفاءة في الأداء المؤسسي.

وأضافت النعيمي أنّ من المبادرات الرئيسة أيضًا إبراز الأثر الذي يحققه قطاع التعليم العالي في مؤسسة قطر، وتعزيز مكانة المؤسسة كمركز ريادي عالمي في مجال التعليم العالي، من خلال تسليط الضوء على التأثير الاجتماعي والاقتصادي للقطاع. وأكّدت أنّ هذه المبادرات تسهم في تحقيق أهداف التعليم العالي وتعزيز التعاون مع الشركاء لضمان نتائج ملموسة تدعم رؤية قطر الوطنية.

وأوضحت أنّ قطاع التعليم العالي في مؤسسة قطر يساهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 عبر التركيز على تطوير تعليمٍ يدعم التنمية الاقتصادية والبشرية، ودعم التحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة، من خلال توفير برامج تعليمية عالية الجودة تواكب الأولويات الوطنية وتلبي متطلبات سوق العمل. منذ إنشائها، خرّجت المدينة التعليمية أكثر من 17 ألف خريج، أغلبهم انخرطوا في سوق العمل وحققوا تأثيرًا إيجابيًا، ونحن في قطاع التعليم العالي نحرص على أن تتماشى برامجنا الأكاديمية مع المتطلبات الوطنية، مما يعزز قدرة الطلاب على المنافسة وتحقيق التغيير المطلوب.

     - خطة إستراتيجية

 وكشفت مديرة إدارة الاستراتيجية والشراكات في قطاع التعليم العالي بمؤسسة قطر، عن ملامح الخطة الاستراتيجية لعام 2025، مؤكدةً استمرار العمل على تنفيذ استراتيجية التعليم العالي التي أطلقت عام 2021. وأوضحت أنّ التركيز في المرحلة المقبلة سينصبّ على تعزيز نموذج المدينة التعليمية في التعليم العالي، الذي يرتكز على التعاون والتكامل المؤسسي، ويوفر بيئة محفّزة على الإبداع والابتكار. كما أكّدت أنّ هذا النموذج يعزز التعاون بين الجامعات في مؤسسة قطر، فضلاً عن الجامعات المحلية الأخرى، بهدف تطوير مهارات تتوافق مع احتياجات سوق العمل القطري، وذلك من خلال برامج مرنة وشراكات دولية، بما يرسّخ مكانة المؤسسة كمركز للابتكار في التعليم العالي.

20250203_1738539652-590.jpg?1738539653

   - التعليم التحويلي

وحول مفهوم «التعليم التحويلي»، أوضحت النعيمي أنّه نهج تعليمي يسعى إلى تمكين المتعلمين من إحداث تغيير جوهري في طريقة تفكيرهم وفهمهم للعالم المحيط بهم. ويركّز هذا النوع من التعليم على تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداع والتواصل وحل المشكلات، ما يساعد الأفراد على أن يصبحوا قادة مؤثّرين وصنّاع قرار. وأشارت إلى أنّ التعليم التحويلي لا يقتصر على نقل المعرفة فقط، بل يشمل تعزيز التعلّم العملي والتجارب التي تطوّر الأفراد وتمكّنهم من الإسهام الإيجابي في مجتمعاتهم. وفي هذا السياق، تساهم مؤسسة قطر في دعم التعليم التحويلي من خلال توفير بيئة تعليمية شاملة ومتكاملة تشجّع على الابتكار والإبداع والمشاركة المجتمعية.

وأضافت النعيمي أنّ التكامل المؤسسي في المدينة التعليمية يتجلّى في منظومة متكاملة تجمع بين الجامعات العالمية ومراكز الأبحاث ومراكز الابتكار والحاضنات، إضافة إلى مراكز الفنون والثقافة. وتوفّر هذه المنظومة الفريدة للطلاب تجربة تعليمية متكاملة، إذ تتيح لهم إمكانية التسجيل في مقررات دراسية متنوعة في مختلف الجامعات، والمشاركة في مشاريع بحثية مبتكرة، والانخراط في برامج ريادة الأعمال، والتفاعل مع المبادرات الثقافية والمجتمعية. وبذلك، تُكوِّن هذه المنظومة بيئة تعليمية متكاملة تتجاوز حدود الفصول الدراسية التقليدية.

وقالت: أنا أؤمن بأن رحلة التعلم للإنسان تستمر مدى الحياة، والسعي وراء الدراسات العليا هو انعكاس لرغبتي المستمرة في تطوير نفسي مهنيًا وأكاديميًا، وتعزيز معرفتي في المجالات التي تُمكنني من إحداث تأثير إيجابي في مجتمعي، وقد وجدت في المدينة التعليمية بيئة داعمة تؤمن بأهمية التعلم المستمر وتوفر فرصًا متنوعة لمواصلة الرحلة التعليمية في كل مرحلة من مراحل الحياة المهنية. وأنا كخريجة من مؤسسة قطر، وتحديدًا من جامعة HEC Paris الدوحة، التجربة التعليمية كانت مبتكرة وشاملة، حيث ركزت على التحليل الاستراتيجي، ودراسة الحالات الواقعية، والعمل الجماعي».

وتابعت: «من خلال هذا النهج، اكتسبت مهارات ساعدتني على التعامل مع التحديات بطرق مبتكرة وموجهة نحو الحلول. كما أن الجامعة عززت لدي القدرة على التفكير النقدي وبعيد المدى، واتخاذ قرارات مبنية على نهج البحث والتحليل العلمي.

وعن تجربتها الملهمة، قالت: تجربتي مستمدة من مسيرتي المهنية والتعليمية، وأدعوهم لتبني نهج التعلم المستمر طوال الحياة كما فعلت أنا في مؤسسة قطر، فمن خلال تجربتي في التحول من دور تقني في مجال النفط والغاز إلى أدوار قيادية واستراتيجية مختلفة في عدة مؤسسات، تعلمت أن التعلم والتطوير المستمر هو المفتاح للنمو والابتكار.

 منوهة إلى أنه لا يوجد الكثير من الأمثلة المشابهة للمدينة التعليمية من حيث تنوع التجارب المتاحة للطلاب، ففي المدينة التعليمية يمكن للطلاب أن يكتسبوا تجارب تعليمية وعملية متنوعة في عدة مجالات أكاديمية ومهنية، كما أشجع الطلاب على العطاء لمجتمعاتهم ووطنهم والسعي لتحقيق أثر إيجابي في المجتمع المحلي والعالمي.

   - مسيرة حافلة بالإنجازات

وعن مسيرتها أوضحت: أنها حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال الاستراتيجية عام 2016، وقالت: بعد تخرجي كمهندسة وعملي في مجال الهندسة ضمن قطاع النفط والغاز، وكنت أسعى للتقدم في مسيرتي المهنية والتحول من دور تقني بحت إلى أدوار إدارية. وحصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال الاستراتيجية من HEC Paris الدوحة ساعدتني على تحقيق هذا التحول، حيث انتقلت إلى العمل في مكتبة قطر الوطنية في دور إداري، وكنت مسؤولةً عن إدارة المشروع خلال مرحلة تأسيس المكتبة، ثم الإشراف على عمليات تشغيل المبنى بعد إنشائه. هذا التطور المهني دفعني نحو أدوار إدارية واستراتيجية اخرى، حيث كان آخر منصب لي في المكتبة هو مدير الاستراتيجية والمشاريع، بعد ذلك، انتقلت للعمل في قطاع التعليم العالي، ومما يُظهر مدى أهمية هذا التخصص في تمكين التحولات المهنية نحو القيادة الاستراتيجية.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق