مركز الملك سلمان للإغاثة منارة إشعاع إنساني

مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
يتفق العالم بمختلف أطيافه على أهمية العمل الخيري في تنمية المجتمعات ودوره في مساعدة الدول للتغلب على المخاطر التي تواجه الشعوب وتعمل على التخفيف من آثار الأزمات والكوارث والحروب التي تتعرض لها، مما ساعد على ظهور العديد من المنظمات والكيانات المختصة بالأعمال الإغاثية والإنسانية في مختلف دول العالم، والتي تهدف إلى تقديم المساعدات ورفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية المختلفة، والإسهام في خلق مجتمعات أكثر شمولا ومرونة.

ويأتي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية، كواحد من أبرز وأكبر هذه المراكز على مستوى العالم إن لم يكن أكبرها، بما يقدمه من جهود ضخمة ومبادرات منظمة في العمل الخيري بصورة تتلاءم مع أحدث التطورات في مجال الأعمال الإغاثية والإنسانية.

ولقد أضحت المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية، وبحكم مكانتها الإسلامية، حيث تأتي خدمة الإسلام والمسلمين في مقدمة أولوياتها، بل وامتدت جهودها لتشمل رعاية وتنمية العمل الخيري والإنساني وتقديم المساعدات للمحتاجين في جميع دول العالم، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو جنسيتهم؛ انطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي، وامتدادا للدور الإنساني والتنموي للمملكة ورسالتها العالمية، وتجسيدا لالتزامها الراسخ في التخفيف من معاناة الشعوب التي تعاني من أزمات إنسانية، ومد يد العون والمساعدة الإنسانية، حتى رسخت مكانتها العالمية وحضورها القوي في العمل الإنساني والتطوعي على مستوى العالم، وسجلت أولوية وريادة بمبادراتها المستمرة، بحسب التقارير الصادرة من منظمات عالمية مهتمة بهذا الصدد.

ولعل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يشير إلى ذلك بجلاء، فبفضل الله عز وجل ثم بتوجيهات واهتمام خادم الحرمين الشريفين وبمتابعة دقيقة من سمو ولي العهد - حفظهما الله - أخذ العمل الخيري في المملكة بعدا عالميا من خلال هذا المركز الرائد الذي أصبح منارة عالمية في العمل الإنساني بما يقدمه من أعمال في مختلف المجالات، حتى باتت مساعداتها تتسم بالتنوع والشمول، من مساعدات مالية وإنمائية وتقديم المواد الغذائية والأدوية والخدمات العلاجية وبناء المساكن والتعليم ومراكز الأطراف الصناعية والعمليات الجراحية وفصل التوائم، ومشاريع إعادة إدماج الأطفال واستقبال اللاجئين (الزائرين) والإغاثة العاجلة والتنمية المستدامة، وغير ذلك من الأعمال الإنسانية، حيث بلغت مشاريع المركز منذ إنشائه في عام 2015م وحتى الآن أكثر من (3300) مشروع تجاوزت قيمتها 7 مليارات دولار أمريكي، وشملت مختلف المجالات في أكثر من 100 دولة حول العالم.

ويأتي منتدى الرياض الدولي الإنساني الذي ينظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية خلال هذا الشهر، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ليؤكد زعامة المملكة للأعمال الخيرية والإنسانية والتزامها بالدور الإنساني والتنموي، حيث يشكل هذا المنتدى منصة للحوار، ويجمع القادة والخبراء وصناع السياسات الإنسانية والممارسين من مختلف أنحاء العالم، للمساهمة في مناقشة واستحداث مناهج خلاقة وأساليب تنظيمية تضمن دقة وصول المساعدات لمستحقيها وبصورة عاجلة، وتساهم في إحداث تغيير إيجابي مستدام، ومما يضع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مقدمة الكيانات الإنسانية العالمية، ومثالا يحتذى بتجاربه الناجحة وخدماته التي تمثل للمجتمعات المتضررة مصدرا للأمل ورمزا للثقة والأمان واحترام كرامة الإنسان، ومن خلال حرصه على تعزيز التعاون والشراكة مع المنظمات الأممية والدولية وتبادل المعرفة وتطبيق حلول مبتكرة لمواجهة الأزمات الإنسانية.

لقد أصبح مركز الملك سلمان اليوم منارة إشعاع إنساني ونموذجا يحتذى به، بما أحدثه من نقلة نوعية في التعاطي مع العمل الخيري والإنساني في الداخل والخارج، ومن خلال أهدافه الشمولية وامتداد خدماته الخيرية والإنسانية، وما يتيحه من فرص سانحة أمام العمل الخيري، تمثلت في نجاح القطاعات والمؤسسات والجمعيات الخيرية والأفراد في بلادنا، وجعل العمل الخيري والإغاثي جزءا من التكوين الثقافي للمجتمع، فضلا عن وجود عدد من الفرص التي يمكن أن تحقق دفعة أكبر لدور العمل الخيري في حشد الطاقات للتكافل الاجتماعي والعطاء الإنساني ليكون العمل الخيري ريادة ونماء للمجتمعات.

وستبقى بمشيئة الله أيادي المملكة البيضاء تُمد بسخاء، وسجلها الناصع يمتد بالعطاء، وفق توجيهات كريمة من الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - متخذة من رؤية المملكة 2030 نبراسا يقود العمل الإنساني السعودي إلى معارج العلا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق