محليات
0
❖ الدوحة - الشرق
اختتم الهلال الأحمر القطري القافلة الطبية لعلاج أمراض العيون ومكافحة العمى في بنغلاديش، التي نفذها بالتعاون مع الهلال الأحمر البنغلاديشي في مستشفى بيت الشرف للعيون، لفائدة المرضى في مخيمات اللاجئين بمدينة كوكس بازار. يهدف المشروع إلى تحسين جودة حياة اللاجئين، من خلال تقديم خدمات طبية متخصصة لاستعادة البصر وتحسين القدرة البصرية لدى المستفيدين.
وشمل المشروع إجراء عمليات جراحية لإزالة المياه البيضاء، التي تعد من أبرز أسباب ضعف وفقدان البصر، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الطبية اللازمة قبل وبعد العمليات، لضمان نجاحها وتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
وقد ساهم الفريق الطبي بالمستشفى في المعاينة والفحوصات الطبية لفائدة 600 مريض من اللاجئين في المخيمات، منهم 180 مريضاً أجريت لهم عمليات المياه البيضاء، بنسبة نجاح بلغت 100%.
ومن بين المستفيدات من المشروع السيدة فاطمة (66 عاماً)، التي ظلت على مدار عامين تكافح الإحباط الناجم عن تدهور بصرها، وعدم قدرتها على أداء المهام الأساسية مثل الطبخ والقراءة. وعندما أبلغها الأطباء أن جراحة المياه البيضاء يمكن أن تعيد لها بصرها، كان ذلك أول بصيص أمل تشعر به منذ بداية المحنة، حيث كانت تعلم أن هذه هي فرصتها لاستعادة ما فقدته من الاستقلالية وتقدير الذات.
وأجريت لها جراحة العين اليسرى بسلاسة ويسر، وتحسنت قدرتها على الرؤية بشكل كبير، فأصبحت قادرة على التعرف على أفراد أسرتها، والتنقل في بيئتها بأمان، وحتى المشاركة في الأنشطة التي كانت تستمتع بها ذات يوم ولكنها اضطرت إلى التخلي عنها بسبب إعتام عدسة العين. ولم تعد فاطمة تعتمد على أسرتها لمساعدتها في حياتها اليومية، وكان ذلك مصدر فرحة كبيرة بالنسبة لها، حيث أعربت عن امتنانها لفرصة العيش بطريقتها الخاصة مرة أخرى. وهي حالياً تنتظر بفارغ الصبر إجراء جراحة العين اليمنى، التي ستعزز بصرها بشكل أكبر.
ومثل فاطمة كان عبد الكريم (80 عاماً)، الذي عانى لفترة طويلة من فقدان البصر التدريجي، مما أثر على حياته اليومية. وعلى مدار العامين الماضيين، عانى من صعوبة متزايدة في القراءة وعدم القدرة على التعرف على الوجوه، وأصبحت المهام البسيطة، مثل قراءة القرآن الكريم أو الاستمتاع بهوايته المفضلة في البستنة، محبطة ومستحيلة تقريباً. واستمرت حالته في التراجع، وتدهورت حياته مع تزايد اعتماده على الآخرين.
ولحسن الحظ، اتخذت حياة عبد الكريم منعطفاً إيجابياً عندما تمت إحالته إلى حملة علاج أمراض العيون في مركز الرعاية الصحية الأولية بالمخيم رقم 6، والتي تقدم الخدمات الطبية مجاناً لمجتمع اللاجئين بدعم من الهلال الأحمر القطري.
وبعد إجراء فحوصات شاملة، كان تشخيص إعتام عدسة العين نقطة تحول بالنسبة له، حيث ساهمت العملية في تحسن رؤية العين اليمنى، وأصبح قادراً على القراءة والتعرف على الوجوه، وخاصةً قراءة القرآن الكريم. وقد أعرب عن سعادته وامتنانه الشديدين قائلاً: «أستطيع أن أرى بوضوح مرة أخرى، وأشعر باستقلالية كبيرة. أستطيع الاستمرار في قراءة القرآن والعناية بحديقتي. أشعر وكأنني حصلت على هدية».
إن مثل هذه القصص تسلط الضوء على الأثر العميق لحملات الرعاية الطبية، وخاصةً علاج أمراض العيون ومكافحة العمى، وكيف يمكن لتدخل جراحي بسيط أن يغير حياة الناس في المجتمعات المحرومة، وأن يعيد إليهم الكرامة والاعتماد على الذات، حيث تحولت فاطمة وعبد الكريم وغيرهما من أشخاص تابعين محبطين إلى أشخاص متعافين ومتفائلين بالمستقبل.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق