'بينالي' الفنون الإسلامية يستكشف عمق المعاني الإيمانية

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
'بينالي' الفنون الإسلامية يستكشف عمق المعاني الإيمانية
play icon

مفتاح الكعبة المشرفة

أقيم في نسخته الثانية بمطار الملك عبدالعزيز في مدينة جدة عبر 5 صالات عرض

المعرض ضم 500 قطعة أثرية وعمل فني من مؤسسات عالمية بينها دار الآثار الإسلامية الكويتية

جدة - "السياسة"

افتتحت مؤسسة بينالي الدرعية في الـ25 من يناير الفائت النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية، الذي يقام تحت عنوان "وما بينهما"، ويستمر حتى 25 مايو المقبل، وذلك في صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في مدينة جدة.

ويقدم البينالي طوال فترة إقامته حواراً فريداً بين التحف الأثرية والقطع التاريخية والأعمال الفنية المعاصرة داخل قاعات العرض والمساحات الخارجية، مستكشفاً عمق المعاني الإيمانية، وطرق التعبير عنها والاحتفاء بها من خلال مشاعر الإنسان وأفكاره وأعماله الإبداعية، كما يقدم رؤى فريدة حول كيفية استمرار الثقافات في ظل التحولات التي تشهدها المملكة العربية السعودية اليوم، وارتباطها الوثيق بالإطار العالمي.

وتعبّر الآية القرآنية "وما بينهما"، التي وردت في عدة مواضع في القرآن الكريم كقوله تعالى: اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا، عن عظمة خلق الله كما يدركها الإنسان ويستشعرها، وذلك عبر خمس صالات عرض تحتضن أكثر من 500 قطعة أثرية وأعمال فنية معاصرة، تستكشف في بينالي الفنون الإسلامية 2025 سعي الإنسان لفهم جمال وروعة ما أبدعه الخالق.

يعرض البينالي في نسخته الثانية، عدداً أكبر من الأعمال الفنية المعاصرة، تتضمن تحفاً أثرية وقطعاً تاريخية ومقتنيات إسلامية ثمينة، وأعمالاً فنية من مؤسسات كبرى مثل دار الآثار الاسلامية في الكويت ومتحف اللوفر (باريس)، ومتحف فكتوريا وألبرت (لندن)، بالإضافة إلى مجموعات متخصصة في الفنون والثقافات الإسلامية قادمة من معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية (تمبكتو)، ومتحف الفن الإسلامي (الدوحة)، والمعهد التركي للمخطوطات (إسطنبول).

ويتيح البينالي للزوار فرصة فريدة لمشاهدة تحف وأعمال فنية من المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث يشهد العرض الأول من نوعه لكامل كسوة الكعبة المشرفة خارج مكة المكرمة، ففي الوقت الذي تخاط فيه كسوة جديدة للكعبة سنوياً، يعرض البينالي الكسوة التي ازدانت بها الكعبة المشرفة العام الماضي.

ويتضمن البينالي أعمالاً فنية معاصرة لأكثر من 30 فناناً من المملكة العربية السعودية والكويت ودول الخليج ومختلف أنحاء العالم، وتشمل هذه المشاركة 29 عملاً فنياً جديداً بتكليف من مؤسسة بينالي الدرعية.

ويحتوي العرض على سبعة أقسام فريدة (البداية، المدار، المقتني، المظلّة، المكرّمة، المنوّرة، والمصلّى)، تتوزع عبر صالات عرض ومساحات خارجية، تمتد على مساحة 100,000 متر مربع، فيما تضمنت أيام العرض والافتتاح الرسمي فعاليات ثقافية متنوعة، بينها محاضرات، وورش عمل، ومبادرات مجتمعية، وندوات، ومبادرات مثل (بينالي بعد المدرسة) و(بينالي بعد العمل)، اللتين تدعوان الأطفال والكبار لاستكشاف الفنون من خلال ورش عمل تطبيقية خلال أيام الأسبوع، مما يعزز الإبداع والتأمل.

ضم فريق المديرين الفنيين للبينالي؛ خبرات عالمية، وهم د. جوليان رابي، وأمين جعفر، ود.عبدالرحمن عزام، إلى جانب القيم الفني لأعمال الفن المعاصر الفنان السعودي مهند شونو.

البداية

داخل صالات العرض وتحت مظلة صالة الحجاج الغربية، يتيح بينالي الفنون الإسلامية مناطق استكشافية منفصلة، إلا أنها تتكامل مع بعضها، فالمنطقة الأولى "البداية"، تدعونا للتأمل في المعاني الإيمانية، وكيف يمكن الاقتراب منها من خلال الأشياء المادية، مع الاعتراف بأنها تظل دائماً خارج نطاق إدراكنا الكامل.

وتجسيداً لدور مدينة جدة كبوابة إلى المدن الإسلامية المقدسة، تعرض الصالة الافتتاحية تحفاً أثرية من مكة المكرمة والمدينة المنورة.

المقتني

"المقتني" يعيد تركيز تجربة الزائر على العالم المادي، ويبرز الإسهامات البارزة التي قدمها جامعو الفنون الإسلامية لتعزيز الفهم والتقدير للثقافة البصرية والمادية الإسلامية، حيث يعرض هذا القسم أعمالاً فنية إسلامية من مجموعتين مميزتين: الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني (مجموعة آل ثاني)، والأستاذ رفعت شيخ الأرض (مجموعة الفروسية).

"المكرّمة" و"المنوّرة"

يتمثل دور المملكة العربية السعودية كحارس للمدينتين المقدستين في جناحين دائمين مخصصين لمكة المكرمة والمدينة المنورة وتركز القصص الإنسانية التي تروى في هذين الجناحين على الشخصيات والطاقة الروحانية الفريدة لكلتا المدينتين.

جائزة المصلى

أطلقت مؤسسة بينالي الدرعية مسابقة معمارية دولية جديدة هي جائزة المصلى تصوُّر مستقبل أماكن العبادة؛ انطلاقاً من الإرث العريق للعمارة الإسلامية، ومقدِّمةً رؤيةً مبتكَرةً لمساحات مؤقَّتة ومُتنقِّلة وقابلة للتفكيك وإعادة التركيب بسهولة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق