حوارات
"وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ" (المنافقون 8).
لم يترك أجدادنا من العرب، ومن المسلمين العلماء والحكماء القدماء شيئًا لم يتحدّثوا، أو يكتبوا عنه، لا سيما في سعيهم المستمر لسرد، ووصف والكتابة عن الثوابت الأخلاقيّة والدينيّة في الحياة الإسلامية، وخصوصا في ما يرتبط بسلوكيّات الانسان، وطرق تعامله مع نفسه ومع الآخرين، ومن يطلب عزّاً (السؤدد والقدر الرفيع) بباطل سيورثه الله تعالى ذلاًّ بحقّ.
ومن علامات طلب العزّ بالباطل، والبدائل الأخلاقية المتاحة في طلب العزّ بالحقّ، نذكر ما يلي:
-علامات طلب العزّ بالباطل: يتّصف من يطلب المجد والمقام الرّفيع بالباطل بتكبّره المفرط على الناس، وبعنجهيّته البغيضة، وبخشونة كلامه مع من هو دونه، أو أضعف منه، وبتباهيه بسمات رفيعة ليست لديه، وربما لا يحقّ له امتلاكها، بسبب سوء طبعه.
ويظهر على من يطلب العزّ بالباطل ضعف، أو ربما انعدام للحسّ الأخلاقيّ، لأنّ ما يدفع سلوكيّاته الشخصية هو هوس جنوني للحصول على المكانة الرفيعة، وفقًا لنظرته الشخصية المعوجّة، بأي شكل من الأشكال ودون مراعاة لما تتطلّبه من سمات أخلاقية.
وهذا الهوس يتجسّد غالب الوقت في سلوكيّات اندفاعيّة طائشة تكون عواقبها وخيمة على من يطلب العزّ بالباطل، وينغمس هذا النوع من الأفراد المضطربين أخلاقياً في أسوأ أنواع ظلم النفس وظلم الآخرين، وربما تجدهم لا يتحرّجون عن سرقة المال الحرام، فإمّا يسرقونه بشكل مباشر، أو يزوّرون للحصول على ما لا يستحقّون شرعاً وأخلاقاً، وإمّا يخونون الأمانات، وينكثون بالعهود الأخلاقية بهدف تحقيق العزّ بالباطل، أو يغشّون الناس، أو يستولون على أموال الايتام والأرامل والضعفاء، وإمّا يسعون للعزّ عبر الانغماس في التعصّبات الطائفية، أو القبلية، أو الفئوية المنتنة.
- طلب العزّ بالحقّ: يطلب المرء العاقل العزّ والمقام الرفيع بالحقّ، ويحرص على جعل نفسه قدوة في الخلق الحسن والأخلاق الفاضلة، ويتواضع، ويحترم كبير السن، ويرحم الضعفاء، ويُفشي السلام والخلق الحسن في المكان الذي يجد نفسه فيه، ويتعفّف في قوله وفي أفعاله، ويغضّ بصره، فلعل وعسى.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق