ولا شك أن توصيف المهن الإعلامية هو خطوة مهمة لضبط المشهد الإعلامي والحد من العشوائية، من خلال حصر الممارسة بين أبناء المهنة، وتعزيز المهنية والاحترافية، مما يسهم في إيجاد الكفاءات والكوادر الجديرة بحمل الأمانة وأداء الرسالة الإعلامية الرصينة.
إن عدم وجود دليل محدد للمهن الإعلامية خلال الفترات الماضية كان سببا في ما يمكن أن نصفه بأنه فوضى إعلامية على مختلف الأشكال وفي مختلف الوسائل الإعلامية، سواء في السوشل ميديا، أو على شاشات التلفزة أو في الصحف، ومن خلال أداء القائمين والممارسين غير المتخصصين، أو اختيار الموضوعات الضعيفة التي تتم مناقشتها، أو ما لا يهم المشاهد، وغالبيتها موضوعات تعرض السلبيات وتعارض القيم والأخلاقيات، وتعمل على الإثارة لجذب المشاهدين، وليس لها أي هدف، فالعمل الإعلامي له مقومات خاصة، ولا بد للإعلامي أيا كان دوره وموقعه، أن تكون له رؤية ومبادئ وأمانة مهنية، ويتمتع بالثقافة واللباقة والقدرة على اختيار المواضيع الهادفة.
ولذا فإن دليل المهن الإعلامية الذي أطلقته الهيئة العامة لتنظيم الإعلام سيشكل أداة هامة لتنظيم القطاع الإعلامي ورفع كفاءة الممارسين فيه، وسيكون له بمشيئة الله دور كبير في تحسين المخرجات الإعلامية وتجويد العمل الإعلامي وفق أسس مهنية، وهو ما أكده معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري، والذي قال (إن الدليل يعد خطوة استراتيجية نحو إعلام مؤثر من خلال حوكمة تضبط المشهد وتحصر الممارسة بين أبناء المهنة، وتحقيق التحول برؤية وطنية فاعلة نحو صناعة التأثير الإعلامي).
إن قطاع الإعلام ليس قطاعا هامشيا، بل هو قطاع أساسي وجوهري في المجتمع، ورافد مهم للاقتصاد الوطني، ومواكب لـ«رؤية المملكة 2030»، ومستقبلها المزدهر، فالإعلام المهني له أهمية كبيرة في التأثير والتوعية وبلورة القيم والمفاهيم.. وخاصة في مواجهة وسائل الإعلام العالمية، وهو ما يزيد من عبء الدور الذي ينبغي للإعلام المهني أن يضطّلع به في مواجهة التحديات، ومن خلال تحديد وتقنين المهن الإعلامية، وتوعية وتوجيه الممارسين بالقيم الإيجابية والدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في تنمية المجتمع.
0 تعليق