مختصر مفيد
لنبتعد عن السياسة قليلا، ونتحدث عن شؤون الحياة والناس.
في يوم ما، تخاصمت زوجة مع زوجها بسبب الظروف المعيشية، فقررت مغادرة المنزل هرباً، ولما نام الجميع، خرجت من البيت، وكانت تتسلل الى جانب الجدران، وتمرّ الى جانب نوافذ بيوت الحي، فسمعت من إحدى النوافذ أما تدعو الله وتسأله أن يشفي ابنها المشلول، حتى يعيش ويلعب مثل بقية الأطفال، وسمعت في بيت آخر إمرأة تدعو الله أن يرزقها بطفل يزين حياتها، وكذلك سمعت زوجة تدعو الله أن يهدي زوجها الى الصواب.
وسمعت بنتا تبكي وتقول يارب لقد اشتقت لأمّي، لكني أعلم أنّها عندك في الجنة، كما سمعت واحدة أخرى تقول لزوجها صاحب البيت سيطردنا، قل له يعطينا مهلة إضافية حتى يرزقك الله، و تسدّد له الايجار.
سمعت المرأة الشاردة، وأيقنت أنّ الناس الذين يتظاهرون بالسعادة، ويبتسمون هم في الأغلب يخفون داخلهم ألما ووجعا لا يعلم به أحد إلا الله.
فعادت مسرعة إلى بيتها، وشكرت الله على نعمة البيت والأولاد و الزوج.
العبرة: كل البيوت فيها مشكلات ونقص، فلا تظنّوا أنّ كلّ من يبدو أمامكم مسرورا أنه يعيش حياة مثالية، فخلف هذا الوجه البشوش آهات ومنغصات لا تعلم أنت بها، فلا تقارن حياتك بحياة الآخرين، فالحياة لا تصفو لأحد، فقل الحمد لله دائما وأبدا.
ومن القصص الفاضلة في تعليم الأطفال، قصة توبة لص على يد فتى، فقبل نحو 950 عاما، كان هناك فتى تجهز له أمه متاعه كي يسافرمع قافلة، ويكمل تعليمه في بلد آخر، وأعطته اثنين وأربعين ديناراً، ولكن قبل سفره طلبت منه أمه أن يعاهدها على عدم الكذب طوال حياته، وبالفعل عاهدها على ذلك.
وأثناء سفرهم اعترضت تلك القافلة مجموعة من اللصوص فأخذوا كل ما في القافلة من متاع ونقود يحملها كل من في القافلة.
وعندما سألوا الفتى عما يوجد معه قال: "معي اثنين وأربعون ديناراً"، فتعجبوا منه وظنوا أنه يكذب، فأخذوه لكبيرهم ليسأله، فأجابه الفتى: إني عاهدت أمي على عدم الكذب، وأخاف أن أنقض عهدي مع أمي".
هنا تعجب زعيم اللصوص من مبادئه، وقال له: أنت تخاف أن تنقض عهدك مع أمك، ونحن نقضنا عهدنا مع الله عز وجل؟
فأمر الرجال أن يعيدوا ما أخذوه، ثم تاب هذا الرجل على يد الطفل، وبمرور الزمن أصبح هذا الطفل فيما بعد من أشهر رجال الدين العرب، إنه الشيخ عبدالقادر الجيلاني، لقد كان رجل دين فاضلا، عاش في بغداد في عهد الدولة العباسية.
فرقٌ كبير بين من يرعى أبناءه ومن يربيهم، الأول يوفر المأكل والمشرب والملبس، والثاني يبني القيم والقناعات ومعايير الخطأ والصواب، وما أشد حاجتنا في الوقت الحاضرالى بناء القيم ومعايير الخطأ والصواب في نفوس أولادنا.
فليت المدارس تركز عليها لنقضي على السلوكيات السيئة للطلبة، ونبني مجتمعا فاضلا في سلوكه، محبا لوطنه.
0 تعليق