مساحة للوقت
فجر الثامن من ديسمبر 2024 لن تنساه دمشق، ولن ينساه الشعب السوري الشقيق، الذي كان على موعد مع معركة الحرية والكرامة والتحرير، في أجواء غامرة وعامرة بالفرح والسرور.
كان هذا الشعب العربي الأصيل، الذي عانى الظلم والاضطهاد طيلة 54عاماً، عندما تخلى نظامه الحاكم عن منظومته السياسية العربية، وانحاز إلى العناد السياسي، وتحالف مع المجهول ضد عروبته وشعبه العربي الأصيل.
لكن جاءت ساعة الخلاص في فجر الثامن من ديسمبر، عندما دخلت بشاير فرحة النصر العاصمة السورية دمشق معلنة فجر الخلاص فجر يوم الاحد، الذي لم يحلم فيه احد.
لقد تخلصت دمشق، وكل سورية العروبة من مآسي الظلم والإذلال، وفرغت المعتقلات والسجون من آلاف المعتقلين، والسجناء ممن كانوا بهذه السجون، اكثر من 40 عاماً، وعادت لهم حريتهم، وعادوا لاهلهم وبيوتهم غانمين بفرحة الخلاص من الطاغية والطغاة.
لقد أثبتت هذه الفرحة المباركة أصالة وصدق مشاعر الشعب العربي السوري، في التفاف جميع السوريين حول انفسهم لحماية ثورتهم السلمية، منذ الساعات الأولى للنصر المبين، الذي تحقق لهم بفضل الله وبفضل إرادتهم الوطنية العربية والإسلامية الأصيلة، وتوحد الشعب السوري الأصيل بكل أطيافه وعقائده، وتركيبته العريقة، حول صفحة تكتب تاريخاً جديداً لهذا الشعب الأبي الوفي، المتكاتف من أجل أن تنهض سورية من جديد، بثوابها الملائكي الناصع البياض، وتنثر السلام الحقيقي على كل الأراضي السورية.
هذه الفرحة التي سيخلدها التاريخ العربي بعد انتهاء العزلة التي فرضت عليها بظلم وخيانة، واليوم بلا شك نقول: سلام...سلام يا دمشق، ونكرر قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
"سلام من صبا بردى أرق
ودمع لا يكفكف يا دمشق".
ومن هنا نحن نتطلع إلى احتواء الدول العربية لدمشق العروبة، بعودتها إلى الحضن العربي الأصيل، بعد هذه العزلة التي فرضت عليها وعلى شعبها الغيور المكافح طيلة 54عاماً.
مبروك لأشقائنا السوريين هذه الحرية، وهذا الاستقلال الجديد الذي نعيشه معهم هذه الايام، وتمنياتنا بالاستقرار الدائم لكل ربوع سورية الحرة الأبية، والحمد لله على فضله وكرمه وعظيم أمره، وتحية لكل الأشقاء في سورية الشهباء.
كاتب كويتي
0 تعليق