
أحمد بن حسين وميلاني بريرا
عرض مسرحي "مجنون" أكد أن "ومن الحب ما قتل"
فالح العنزي
هذا الشبل من ذاك الأسد، وقيل من شابه أباه فما ظلم، هذا المثل الشهير والقول المأثور وضعهما المخرج شملان هاني النصار جانبا واختار لنفسه هوية خاصة تشبهه فقط، لذلك على كل مخرج سواء كان شابا أو من ذوي الخبرة أن يعمل ألف حساب لهذا الشاب الذي يحضر في كل ميدان ويخرج منتصرا، عندما تمتلك حسا فنيا وأذنا موسيقيةً لن تجد صعوبة في التعامل مع واحدة من أجمل الآلات الموسيقية مثل "الطنبورة" التي ارتبطت منذ سالف الأزمان بحكايا البحر وقصص الجان.
"الطنبورة" التي جلبها المخرج النصار كانت مسكونة بجنية عشقت "سالم" الشاب اللطيف"احمد بن حسين" وسيطرت عليه وانتزعته قسرا من حبه الوحيد "نورة" "أحلام التميمي"، بل إنها كانت "الجنية"سببا في هذه العاطفة التي دونتها عشرات الكتب وأساطير العشق وعززت مقولة "ومن الحب ما قتل" وهي المقولة التي تجسدت واقعا في داخل كل الممثلين، وإن كان كل واحد منهم له حبه الخاص عاشته على طريقته، الأب والعاشق والبحار والفتاة والأم جميعهم عبارة عن كتلة من المشاعر نثرها المؤلف وتلقفها المخرج النصار الذي تمكن من تطويع كل عنصر فوق الخشبة، قرأ النص وشربه حتى الثمالة وقدم للجمهور فرجة بصرية وإبداعا جماعيا من استعراض وغناء، لعل من أبرز الوسائل التي ساهمت في إيصال رؤية المخرج هو حسن اختياره للفتاة التي جسّدت شخصية "الجنية" والتي أدت دورها بصمت مطلق، وعلى الرغم من هذا الصمت كان جسدها يتحدث ويصرخ ويضحك، "ميلاني بريرا" هذه الفراشة التي حلّقت في كل زاوية من زوايا المسرح، كانت عيوننا ترصدها، تلاحقها، وتسبح مع تمايلها هي واحدة من الأبطال الرئيسيين في العرض المسرحي وتحملت ثقلا كبيرا لكنها أثبتت علو كعبها وأنها عند حسن ظن المخرج، كذلك على صعيد الأداء قدم الشاب أحمد بن حسين أداء تمثيليا استحق عليه التصفيق طويلا، بن حسين ممثل واعد في رصيده عشرات الأعمال التراثية لذا لم يكن غريبا تقمصه المجنون للشخصية وتعايشه مع الجنية إلى درجة التلاصق.
نعود الى النص الكلاسيكي الذي صاغ تفاصيل قصته قلم المؤلف إبراهيم عبدالرحيم فقد أوجد شواغر كثيرة كان واضحا أن المخرج اختار حرص على اختيار الممثل المناسب في المكان المناسب بخلاف الممثل الذي جسد دور النوخذة بوهادي فقد كانت مخارج حروفه تشير الى مكان ما "هكذا سمعته"، هذا لا يفسد للود قضية بل كان غريما شرسا وممثلا بدرجة جيدة، الممثلة الشابة صاحبة الصوت الجميل آمنة العبدالله"أم راشد" مغنية مرهفة الحس عابها في بعض المساحات فوق الخشبة انحسار صوتها وكان لزاما على المخرج وعليها الإنتباه لهذه النقطة التي أثرت على من يجلس في المقاعد الخلفية وكان هناك فرصة لمعالجة ذلك خلال البروفات.
السينوغرافيا
السينوغرافيا بما فيها الأزياء والموسيقى وقطع الديكور كانت متناغمة متجانسة حيث استغل المخرج كل شبر في الخشبة وملأ الفراغات والأبعاد والعمق وازدان ذلك بالأزياء التراثية المزركشة، يذكر أن الفريق الفني لمسرحية "الطنبورة" يتكون من علي صوفي مدير الإنتاج، إشراف تقني محمد سعد، فراج السالم، فاطمة بنت حسين، خالد خليفة مساعد مخرج،حصة العباد تصميم الأزياء،ناصر السلمان إضاءة،عبدالعزيز الجريب ماكياج مسرحي،مؤثرات صوتية خالد الدرعي،إبراهيم التميمي ديكور والدكتور المذن اشراف فني.
0 تعليق