'اللعبة في العلبة' أم 'العلبة في اللعبة'!

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
'اللعبة في العلبة' أم 'العلبة في اللعبة'!
play icon

مسرحية اللعبة في العلبة

فالح العنزي

ظل سؤال "اللعبة في العلبة" أم "العلبة في اللعبة" يطاردني طوال 32 دقيقة، هي مدة العرض المسرحي الذي قدمته فرقة المسرح العربي ضمن مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته الخامسة عشرة. أسئلة عديدة أثارت فوضى في رأسي، بينما كنت أتابع المخرج وبطل العمل عبدالله البلوشي، الذي أثبت مرة أخرى أنه ممثل حقيقي متمكن، اختار نصا بسيطا في فكرته، لكنه عميق في رسالته. من يعرف البلوشي يدرك تماما مدى قدراته التمثيلية الجبارة، خصوصا في تجسيد الشخصيات المركبة التي تتعمق في النفس البشرية وخباياها، لذا استحق التصفيق الحار من جمهور المهرجان. أما الممثلة كفاح الرجيب، التي شاركته البطولة، فقد كانت على قدر التحدي، متحملة عبء تجسيد أكثر من شخصية على خشبة المسرح.

رغم أن العرض كان تحديا حقيقيا لقدرات الممثلين، إلا أن الجانب الإخراجي لم يأتِ بجديد، وهو أمر يمكن تفهمه، نظرا لطبيعة النص التي اقتصرت على ممثلين فقط ضمن مساحة ضيقة، مما قيّد الرؤية الإخراجية. تدور أحداث المسرحية حول شاب اختار العزلة، تطارده أوهام الفقد، مقتنعا بأنه قتل عائلته، بينما تسعى شابة لملاحقته بهدف كتابة روايتها وكشف الحقيقة الحبيسة داخل العلبة.

المؤلف موسى بهمن أجبر الجمهور على البقاء في حالة ترقب، متسائلين: هل الشاب قاتل حقيقي أم مجرد أوهام تطارده؟ هل موت والده جعله يتحمل الذنب، أم أن والده لم يكن موجودا أصلا؟ وجدنا أنفسنا كمتفرجين وكأننا لعبة داخل العلبة نفسها!

عرض مكثف وواعٍ

من الجوانب الإيجابية في العمل أنه لم يتجاوز 40 دقيقة، إذ اكتفى بـ 32 دقيقة فقط، مما يعكس وعي المخرج بأهمية عدم الإطالة غير المبررة على الخشبة. كما كانت الإضاءة عنصرا أساسيا في إيصال رؤيته، حيث لعبت دورا منفردا في تعزيز الحالة الدرامية.

المسرح العربي… شباب يقودون المشهد

المتابع لمشاركات فرقة المسرح العربي، سواء محليا أو خارجيا، يدرك أنها دائما ما تقدم أعمالا مستحقة، معتمدة على منهجية واضحة في تصدير جيل شاب قادر على قيادة الدفة مستقبلا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق