رئيس المهرجان د. محمد المزعل مع الفنانة حياة الفهد

فرقة المعهد العالي "مسك ختام" عروض المسابقة الرسمية في " أيام الشباب"

فالح العنزي

أسدل الستار على أخر عروض مسابقة مهرجان ايام المسرح للشباب بدورته الخامسة عشرة والتي اختتمت في ساعة متأخرة من مساء امس الاثنين بمشاركة فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية في مسرحية

"جثة على الرصيف"، تأليف الكاتب الراحل سعدالله ونوس، معالجة وإخراج مصعب السالم، تدور أحداث المسرحية حول صديقين متسولين يفتك الجوع بأحدهما ويموت على قارعة الطريق، يشعر الصديق الحي بورطة كبيرة عندما يأمره الشرطي بضرورة مغادرة المكان الذي لا يستوعب أمثالهما دون أن يكترث بوجود جثة لانسان قد فارق الحياة، خلال نزاعهما يظهر السيد الذي يقدم عرضا بشراء الجثة وهنا تكمن الاسقاطات التي نجدها في غالبية نصوص ونوس والذي يرمز الى غياب الضمير والانسانية فهناك من لا يأبه مثل رجل الأمن وهناك من يريد زيادة تعميق الجراح وشراء ما تبقى من الانسانية، الجميل في العمل أن مخرجه ابتعد فيه عن اللغة العربية وقام باعداد مادة باللهجة المحلية أضحكتنا وأوجعتنا في نفس اللحظة، ربما يتساءل البعض هل تحويل النص ومعالجته من المخرج كان في محله ؟

هل تم تحريف القصة الرئيسية تماشيا مع مقص الرقيب، لو رجعنا الى النص الأصلي لوجدنا فروقات كبيرة تؤكد أن المخرج كان بمقدوره توظيف النص الرئيس وتطويعه بشكل افضل بدلا من الكوميديا التي قد تذهب بنا بعيدا عن عمق رسالة مؤلفها الأصلي فنحن لسنا في معزل من تلك الحقبة التي أوجعت صاحبها سعد ونوس الذي تعايش مع صراع الطبقات وكان شاهد ملك على الفساد المتفشي في جسد البشرية.

قدم مشعل العيدان أداء جيدا في تجسيده شخصية السيد متنقلا ما بين الجدية والهزل تارة يضحكنا وتارة يبكينا "نضحك على الهم الذي يريد التخلص منه ونبكي على وجعه عندما لا يكون بمقدوره فعل شيء، ولن يقصر باقي الممثلين أمثال يعقوب جوهري، سيد محمد الموسوي، وصالح البحير فقدموا المطلوب منهم على أكمل وجه.. أما العناصر الفنية فقد لعبت دوراً محورياً في إبراز رؤية العرض، بدءاً من الديكور البسيط والمعبّر لفاطمة النصار، مروراً بإضاءة سارة الشمري التي أبدعت في استخدام خيال الظل، وصولاً إلى أزياء شهد البلوشي التي عكست التباين الطبقي بذكاء، والمكياج المتقن لاستقلال مال الله.

مشهد من مسرحية "جثة على الرصيف"