بدأت أمس أعمال مؤتمر «استراتيجيات الدفاع للدول الصغيرة والقوى الأصغر: التكيفات التكتيكية والابتكارات العملياتية»، الذي تعقده وحدة الدراسات الاستراتيجية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، على مدى ثلاثة أيام.
يبحث المشاركون في المؤتمر، من باحثين رائدين في الحقل وخبراء ممارسين من 28 دولة حول العالم، في عشر جلسات، مجموعة التحديات الأمنية والاستجابات المتاحة للدول الصغيرة والفاعلين غير الدولتيين في 30 دولة صغيرة وحالة دراسية. وبالاستفادة من دراسات الحالة المقارنة والإقليمية، من منطقة البحر الكاريبي إلى جنوب شرق آسيا، بما في ذلك الخليج والشرق الأوسط الأوسع.
واستُهل المؤتمر بكلمة افتتاحية ألقاها عمر عاشور، مدير وحدة الدراسات الاستراتيجية، رحّب فيها بالباحثين المشاركين والحضور.
ضمّت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، التي ترأّسها عبد الوهاب الأفندي، رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، مداخلتين قدّمهما أنتوني كينغ، أستاذ دراسات الحرب والأنثروبولوجيا الاجتماعية في جامعة إكستر، وعمر عاشور، أستاذ الدراسات الأمنية والعسكرية في معهد الدوحة. في مداخلة بعنوان «الدول الصغيرة في الحروب الحديثة: دور الحرب الحضرية والذكاء الاصطناعي في استراتيجيات الدفاع»، تطرّق كينغ إلى التحديات الماثلة أمام الدول الأصغر حجمًا في العصر الحالي، في ظل التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين. وترأّست الجلسة الأولى من المؤتمر، آيات حمدان، الباحثة في المركز العربي، وكان محورها «الصمود الاستراتيجي: غزة ودروس الدفاع»، وشارك فيها أربعة باحثين. قدّم بلال محمد شلش، الباحث في المركز العربي، ورقةً بعنوان «’طليعة تصنع التاريخ’: تنظيمات المقاومة الفلسطينية بوصفها قوى أصغر (1965-2025)»، تتبّع فيها التطوّر التاريخي للمقاومة الفلسطينية، من لحظتها الثورية الجديدة عام 1965 إلى تجربتها الأخيرة خلال العقود الثلاثة الماضية.
وتناول محمود محارب، الباحث في المركز العربي، في ورقته «قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي: أسباب تراجعها عددًا ونوعيةً».
أمّا مجد أبو عامر، الباحث في المركز العربي، فعرض في ورقته «كيف تدافع حماس؟ التكتيكات القتالية والابتكارات العملياتية في حرب غزة 2023-2024»، استراتيجيات الدفاع التي اتبعتها كتائب الشهيد عز الدين القسّام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس») بوصفها قوة أصغر أكتوبر 2023، مع رصد تكتيكاتها القتالية وفاعليتها.
وعُقدت الجلسة الثانية، التي ترأّستها عائشة البصري، الباحثة في المركز العربي، بعنوان «النساء في المواجهة: دور المرأة في القوات المسلحة الأصغر»، وتضمنت أربع مداخلات، افتتحتها يارا نصّار، الباحثة في المركز العربي، بورقة عنوانها «المرأة في المقاومة المسلحة الفلسطينية: سير ومسارات»، ثم قدّمَت فاطمة النعيمي، الباحثة والمحللة في وزارة الدفاع القطرية، ورقة بعنوان «دور المرأة في القوات المسلحة القطرية: الإمكانات والتحديات».
أمّا خليفة الكواري، عضو هيئة التدريس في الأكاديمية الشرطة بقطر، فتناول في ورقته «الدفاع السيبراني لدول الخليج: حالتا قطر والإمارات العربية المتحدة».
وفي السياق نفسه، قدّم راشد المهندي، الخبير في صناعة الدفاع والمستشار في مجال المخاطر الجيوسياسية، في ورقته «من مشترين إلى مطوّرين: سعي دول مجلس التعاون لصناعات دفاعية محلية».
0 تعليق