قال تعالى: "وكان الإنسان عجولا"، طبع الانسان العجلة في كل شيء، فيستعجل كثيرا الأشياء، وإن كانت مضرة، وعكس العجلة التأني، والصبر.
وقيل في المثل: "في العجلة الندامة، وفي التأني السلامة"، وهي مطلب كل عاقل يقدر الأمور في قدرها، ويعرف قيمة الوقت، والتمتع فيه بكل لحظاته.
فعندما تخلد إلى النوم يجب أن لا يشغلك عن السبات والراحة أي مزعج، كجهاز التلفون، أو صوت التلفزيون، أو إنارة الغرفة، أو إضاءة الشباك.
وفر لنفسك بيئة تخلد فيها، وتريح أعصابك، وبدنك، وإذا جلست للأكل فتمتع بالأكل بكل تفاصيله، ولذته أن تأكل بتأن، وبطء، واسترخاء، فإذا فرغت، فاحمد الله على نعمه، كما ذكرته باسمه عند البدء بالأكل، وإذا ذهبت الى النزهة فأعد لها عدتها، ومستلزماتها، ووقتها، واختر مكانها، وتمتع بالتفاصيل، والراحة، والدعة، فتكون مخزنة في ذاكرتك كذكرى طيبة، ووقت جميل.
وإذا قمت للصلاة، والعبادة، وقراءة القرآن فأعطها حقها من السكينة، والطمأنينة والخشوع، والانقطاع عن كل منغصات الدنيا، فأنت في كنف الله، وفي رحمته، وتقف أمامه سبحانه وتعالى العزيز المتعال، فقف وقفة العبد الذليل المنكسر، وبكل جوارحك، وطاقتك فأنت المحتاج، لعلك تحظى برحمته، وعطائه.
وإذا قدت سيارتك فتمهل في قيادتك، وانتبه أشد الانتباه لمن حولك، فالطريق للجميع، وليس الكل يجيد القيادة، ويحظى بالروية، والالتزام.
فحاول أن تقود سيارتك بقيادة وقائية تعينك على تجنب أخطاء الآخرين، ورعونتهم، ولتصل إلى وجهتك بسلامة، قال المرحوم طه حسين، وهو الرجل الضرير لسائق سيارته، وهو يحس به متوتراً وهو يقود السيارة، ويحاول أن يزيد من السرعة لكي يصل في الميعاد، قال له: "تمهل لكي نصل بسرعة".
حكمة تعني أنك إذا تمهلت، وحرصت على هدوئك، وانتباهك، وتقديرك للأمور سترى الطريق واضحاً، وتعرف المخارج، وتتحاشى الازدحام، والحوادث، وتسلك أحسن الطرق، وتصل في النهاية الى وجهتك بسلام.
دكتور في القانون ومحام كويتي
0 تعليق