أسعار... نار (تصوير: سامر شقير )

مع بدء الشهر الفضيل... الشكاوى تتكرر من الركود والغلاء

ناجح بلال

مع حلول شهر رمضان المبارك، وسعي أسر المواطنين والوافدين إلى شراء احتياجاتهم من المنتجات والسلع الغذائية، تتجه الانظار نحو الاسواق ومراكز البيع، التي تشهد حالة من الركود على غير عادتها كل عام، وسط شكاوى متواترة من غلاء وارتفاع نسبي في الاسعار.

في جولة ميدانية لـ"السياسة" في أسواق الشويخ، أكد عدد من المستهلكين والتجار ارتفاع اسعار اغلب السلع الرمضانية بنسبة تتفاوت من 15 إلى 25 %، بينما أرجع التجار الارتفاع الى زيادة الرسوم الجمركية، فضلا عن رسوم النقل والمناولة، بالاضافة إلى أن معظم الدول المصدرة للمنتجات الرمضانية زادت من الاسعار على المستوردين.

وإليكم التفاصيل..

بداية، يقول المواطن "بوسليمان":إن أسعار السلع الرمضانية فاقت الوصف، إذ زاد سعر التمر والقهوة بصورة مبالغ فيها عن رمضان الماضي، مطالبا بضرورة تكثيف الرقابة على الأسواق.

استغلال التجار

على صعيد متصل، وصفت "أم حمود" أسعار السلع الرمضانية لهذا العام بأنها " نار"، وارجعت ذلك لاستغلال التجار، متسائلة: هل يعقل أن كيلو التمر الذي كان يباع بدينارين إلا ربعا يصل سعره ثلاثة دنانير ونصف؟!

في الاطار، طالب جمال المطيري بتكثيف الرقابة على الاسواق الغذائية لوقف تلاعب التجار بالاسواق، لاسيما وأن المستهلكين من المواطنين والوافدين لاحظوا الارتفاع الهائل لأسعار السلع الرمضانية بنسب عالية جدا عن العام الماضي على الرغم من توفر كل المنتجات في الاسواق.

ودلل على ذلك بالاشارة الى أن كرتون الدجاج المجمد الذي كان يباع العام الماضي بـ8 دنانير وصل سعره 11 دينارا، فضلا عن زيادة اسعار الاجبان والالبان التي زادت 15% عن رمضان الماضي، بينما زاد سعر كيلو التمر الذي كان يباع بدينارين ونصف إلى أربعة دنانير، فضلا عن أن أسعار البهارات بأنواعها التي زادت بمقدار 10%.

في المقابل، قال "بوعدنان" ـ بائع تمور ـ إن الاسعار بالفعل ارتفعت عن العام الماضي، وهذا ما أدى لتراجع حركة المبيعات عن موسم رمضان العام الماضي رافضا الافصاح عن نسب الزيادة. واوضح أن التجار يحصلون على هامش ربح بسيط لايتجاوز 5%، لكن الاشكالية الكبرى أن الاسعار زادت في دول المنشأ، لافتا إلى أن أسعار أسواق الشويخ تظل الأقل بالنسبة لمنتجات رمضان بأنواعها.

من جهته، قال يوسف العيدان ـ مسؤول باحدى شركات الاغذية ـ هناك عدة أسباب تقف خلف ارتفاع سعر القهوة، أبرزها قيام احدى الشركات الكبرى بشراء محاصيل القهوة في معظم الدول التي تقوم بزراعتها. ولفت إلى أن الزبيب الايراني ارتفع سعره في الدولة المصدرة (ايران)، حيث زاد سعر الكيلو بنسبة 25% عن العام الماضي، فضلا عن لفافة "قمر الدين" التي كانت تباع بـ350 فلسا إذ وصل سعرها لنصف دينار.

وأوضح ان أسعار جميع أنواع التمور زادت بنسب مختلفة تبدأ من 10إلى 25%، وارجع ارتفاع اسعارها لزيادتها في الدول المصدرة لها.

سلاسل التوريد

وأكد ان التوترات الجيوسياسية في المنطقة عرقلت سلاسل التوريد عالميا، وهذا الامر أثر على الأسعار نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن، اذ زادت رسوم شحن الحاويات أكثر من 30% عالميا، موضحا أن الاشكالية الاكبر ليس فقط في رفع رسوم شحن الحاويات، بل أيضا في تأخر وصولها، إذ يستغرق وصول الشاحنة من الصين حاليا لفترة تقترب من الشهرين علما أن وصولها كان لايستغرق الشهر وهذا التأخير يؤثر على شح المنتجات في الاسواق. وأضاف: إن وزارة التجارة والصناعة تقوم بدورها الرقابي على حركة الاسواق وتتخذ كل الاجراءات لمنع التلاعب بالاسعار، وقد يصل الامر للتحويل للنيابة فضلا عن الغرامات المالية وغلق المنشأة ولهذا فكل الاسواق تلتزم بالاسعار وبتقديم منتجات جيدة حتى لا تتعرض للمحاسبة القانونية.

بوسليمان يتحدث للزميل ناجح بلال