دراسة ترصد تأثير إنقاص الوزن على التعافي من السكري النوع الثاني

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت دراسة محورية أجراها باحثون في وايل كورنيل للطب – قطر ومستشفى الأمان في قطر عن وجود علاقة وثيقة ومرهونة بالجرعة بين إنقاص الوزن وفرصة انحسار مرض السكري من النوع الثاني لدى المصابين بالسكري وزيادة الوزن أو السمنة.
 نُشرت الدراسة في الدورية الطبية The Lancet Diabetes & Endocrinology، وجمعت وحلّلت بيانات من تجارب سريرية محكمة أُجريت حول العالم، مما يقدم فهماً متعمقاً قد يعيد صياغة طرق إدارة السكري ورعاية مرضاه.
 يمثل السكري تحدياً صحياً عالمياً متفاقماً يؤثر في نحو 537 مليون شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عاماً. يُعدّ المرض من أبرز مسببات المضاعفات القلبية الوعائية ومن الأسباب الرئيسية للوفيات والإعاقات طويلة الأمد. ولا يقتصر تأثير السكري على صحة الإنسان وجودة حياته، بل يفرض أعباء مالية هائلة على أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.
 وأظهرت الدراسة أن لكل نقطة مئوية واحدة من إنقاص وزن الجسم، تزداد احتمالية تعافي المصاب من السكري بنحو نقطتين مئويتين. فعلى سبيل المثال، من بين الأفراد الذين أنقصوا أوزانهم بنسبة 20%، شهد أكثر من 40% منهم تعافياً كاملاً من المرض، مع مستويات لجلوكوز الدم مشابهة لمن لا يعانون من السكري.

 العوامل الديموغرافية
وأبرزت الدراسة أن العوامل الديموغرافية والسريرية – مثل العمر والجنس ومدة الإصابة بالسكري واستخدام الأنسولين ومستوى السكر التراكمي – لم تؤثر في فرص التعافي بعد إنقاص الوزن
وأشارت الدراسة إلى أن لكل نقطة مئوية واحدة من إنقاص الوزن، تزداد احتمالية انحسار السكري جزئياً بنحو ثلاث نقاط مئوية. فعلى سبيل المثال، بين أولئك الذين أنقصوا أوزانهم بنسبة 20%، لم يعد نحو 60% منهم مصنفين كمصابين بالسكري.
 وقالت الدكتورة سارة قنبور الباحثة الرئيسة للدراسة واستشارية الغدد الصماء في مستشفى الأمان: «تُظهر نتائجنا أن السكري ليس قدراً محتوماً. يمكن للمرض أن ينحسر مع إنقاص الوزن، مما يبعث الأمل لملايين المصابين. فقد أظهرت الدراسة أن 79% من الذين أنقصوا أوزانهم بنسبة تفوق 30% تعافوا من مرض السكري، مما أتاح لهم عيش حياة خالية من الأدوية ومضاعفات المرض.
وأضاف الدكتور ليث أبو رداد الباحث الأول للدراسة وأستاذ علوم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر: «تمثّل نتائج هذه الدراسة فرصة لمواجهة الانتشار المتزايد للسكري من النوع الثاني. إن مفتاح مكافحة المرض يكمن في إنقاص الوزن من خلال وسائل فعالة وقليلة الآثار الجانبية، وهناك أدوية حديثة لإنقاص الوزن تمثّل فرصة حقيقية للتغلّب على السمنة والسكري، ولكن ينبغي العمل لضمان توفّر هذه الأدوية بأسعار مناسبة عالمياً.»وأكد الدكتور حسين إسماعيل الرئيس الطبي لمستشفى الأمان على أهمية هذه الدراسة، لافتا إلي أنها تمهّد الطريق لتطوير إدارة مرض السكري، مع تمكين المرضي من الاستفادة من أكثر الاستراتيجيات فعالية لتحقيق صحة أفضل».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق