إسرائيل تعلِّق دخول المساعدات وتتأهب لاستئناف حرب غزة

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
XEM503
play icon

فاطمة العبسي تعد وجبة الإفطار لعائلتها في شقتهم المدمرة في جباليا حيث أعلن الاحتلال وقف دخول المساعدات لغزة (أب)

"حماس" تصف القرار بـ"الجريمة" وترفض خطة ويتكوف... وواشنطن تسرّع تسليم سلاح للاحتلال بـ4 مليارات دولار

غزة، واشنطن، عواصم - وكالات: وسط مؤشرات على استعدادها لاستئناف الحرب، علقت إسرائيل أمس، إدخال جميع أنواع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق جميع المعابر مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذي اعتبرته حركة "حماس" تجويعاً لأهالي القطاع، ودعت الوسطاء إلى الضغط على الاحتلال للمضي قدما نحو المرحلة الثانية من الاتفاق، فيما سرّعت الولايات المتحدة الأميركية تسليم سلاح للاحتلال بنحو أربعة مليارات دولار فيما يعد ضوءا أخضر أميركي للاحتلال، وتصاعدت الاحتجاجات داخل إسرائيل المطالبة بالمضي قدما في إطلاق سراح باقي الأسرى الموجودين في غزة.

وأعلن مكتب رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن توافق على أي هدنة جديدة دون الإفراج عن محتجزيها، مضيفا أن رفض "حماس" لمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لاستمرار المفاوضات، رغم موافقة إسرائيل، سيؤدي إلى عواقب إضافية، واتهم وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر "حماس" بأنها رفضت إطار وقف إطلاق النار وهو السبب الذي جعل إسرائيل غير قادرة على المضي قدما في الوقت الحالي، زاعما أن إسرائيل أوفت بكل التزاماتها حتى اليوم الأخير، قائلا إن بلاده مستعدة للمرحلة الثانية من الاتفاق لكن "ليس بالمجان"، ووصف وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش تعليق دخول المساعدات إلى غزة بأنها خطوة بالاتجاه الصحيح، داعيا إلى فتح أبواب الجحيم في غزة وعودة الحرب والتمسك بما طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإطلاق جميع الأسرى وليس بعض الأسرى، وكشفت القناة 14 الخاصة أن قرار وقف دخول الشاحنات الإنسانية إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر، اتُّخذ بالتنسيق مع الوسيط الأميركي، وذكر الإعلام الإسرائيلي أن تقديرات إسرائيل تشير إلى أن المساعدات التي دخلت غزة تكفي "حماس" لنحو ستة أشهر.

وأعلن مكتب نتنياهو أنه بعد مناقشة أمنية ترأسها الأخير وبمشاركة وزير الحرب وكبار المسؤولين الأمنيين وفريق التفاوض، قررت إسرائيل اعتماد الخطوط العريضة التي اقترحها مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف لوقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح، مضيفا أنه سيتم إطلاق سراح نصف الرهائن في اليوم الأول من الاتفاق، الأحياء والأموات، وفي النهاية إذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق نار دائم سيتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين، أيضاً الأحياء والأموات، واقترح ويتكوف الخطوط العريضة لتمديد وقف إطلاق النار بعد أن تولد لديه الانطباع بأنه في هذه المرحلة لم تكن هناك إمكانية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف لإنهاء الحرب، وأن الأمر يتطلب وقتا إضافيا لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق نار دائم، وبموجب الاتفاق، تستطيع إسرائيل العودة إلى القتال بعد اليوم الثاني والأربعين إذا شعرت أن المفاوضات غير فعالة.

في السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تسريع تسليم مساعدات عسكرية للاحتلال بقيمة أربعة مليارات دولار، واستخدم سلطات الطوارئ لتجاوز المراجعة المعتادة من قبل الكونغرس، قائلا إن القرار يلغي الحظر الجزئي الذي فرضته إدارة الرئيس السابق جو بايدن، والذي حجب بشكل خاطئ عدداً من الأسلحة والذخائر، معتبرا الخطوة دليلاً آخر على أن الرئيس دونالد ترامب أعظم حليف لإسرائيل في البيت الأبيض، كاشفا أن إدارة ترامب منذ توليه منصبه في 20 يناير، وافقت على مبيعات عسكرية للاحتلال بنحو 12 مليار دولار. بحسب بيان الخارجية الأميركية.

في المقابل، دعت "حماس" الوسطاء للضغط على إسرائيل لمنع قرار وقف إدخال المساعدات لغزة وتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق، مؤكدة التزامها بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث، مشيرة إلى أن السبيل الوحيد لاستعادة الرهائن بدء مفاوضات المرحلة الثانية، وأعلنت رفضها خطة ويتكوف، قائلة إن اعتماد نتنياهو على مقترحات أميركية لتمديد المرحلة الأولى خلافاً للاتفاق محاولة مفضوحة للتنصل منه، واصفة وقف المساعدات الإنسانية بأنه ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق، مطالبة الوسطاء، قطر والولايات المتحدة ومصر، والمجتمع الدولي، بالتحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية بحق نحو مليوني إنسان بغزة، معتبرة أن نتنياهو يحاول فرض وقائع سياسية على الأرض بعد فشل جيشه الفاشي في إرسائها على مدى 15 شهراً، وشدد الناطق باسم الحركة حازم قاسم على أن إسرائيل تتحمل مسؤولية مصير الرهائن المحتجزين في غزة، قائلا إن الاحتلال يتحمل مسؤولية عواقب قراره على أهالي القطاع ومصير أسراه، وقال القيادي محمود مرداوي إن الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة وعودة الأسرى استكمال تنفيذ الاتفاق بما يشمل وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا وإعادة الإعمار، مشدداً على أن الحركة لن تتراجع عن هذه المطالب.

على صعيد متصل، أكدت "حماس" في رسالة وجهها رئيس المجلس القيادي للحركة محمود درويش إلى القمة العربية الطارئة المقررة غدا في القاهرة، على حرصها على استكمال باقي مراحل وقف إطلاق النار في القطاع، وشددت على رفضها أي وجود لقوات أجنبية في قطاع غزة، وقال درويش: "مستعدون للتعاون مع أي مبادرة من شأنها التصدي لمحاولات تهجير شعبنا من قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع دون المساس بالحقوق الفلسطينية، خاصةً حق شعبنا الثابت في مقاومة الاحتلال"، مؤكدا أن "اليوم التالي للحرب يجب أن يكون فلسطينياً خالصاً يستند إلى التوافق الوطني والدعم العربي"، لافتاً إلى أن "حماس" أبدت الاستعداد للتعاطي مع أي خيار يتم الاتفاق عليه فلسطينياً، سواء بتشكيل حكومة توافق وطني من التكنوقراط الخبراء وشخصيات مهنية فلسطينية، أو تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي التي اقترحتها مصر لإدارة شؤون غزة، رافضا أي محاولة فرض أي مشاريع أو أي شكل من الأشكال الإدارية غير الفلسطينية، أو وجود أي قوات أجنبية على أراضي قطاع غزة.

ميدانيا، شهد القطاع إطلاق نار في المناطق الشرقية وكذلك في وسطه وجنوبه إلى جانب تحليق مكثف لأنواع مختلفة من المسيرات الإسرائيلية، إضافة إلى إطلاق نار من الزوارق الحربية، وذلك في إطار بدء الاحتلال توتير الأجواء مع صباح اليوم الأول لانتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي استغرقت 42 يوما وانتهت منتصف ليل أول من أمس رسميا، وأعلن الدفاع المدني في غزة حصول قصف مدفعي إسرائيلي شرق خان يونس في جنوب القطاع، بينما أفاد مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني بأن شخصا لقي حتفه إثر قصف مسيّرة إسرائيلية بصاروخ شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

من جانبها، وبينما اجتاحت الاحتجاجات المطالبة بإعادة الأسرى مدنا إسرائيلية عدة، عرضت كتائب القسام مقاطع فيديو لأسرى إسرائيليين تحتجزهم في غزة ظهروا فيها يناشدون بإخراجهم من الأسر، حيث دعا أسير إسرائيلي، عائلته والإسرائيليين، إلى الاستمرار في التظاهر، حتى يوقع نتنياهو على المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى، واظهر مقطع مصور نشرته كتائب القسام على "تليغرام" أسرى إسرائيليين يودع بعضهم بعضاً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق