الباحث عبدالعزيز البوهاشم السيد يستعيد ذكريات «رمضان لوّل»: عمي منحني 5 روبيات أول مكافأة عن الصوم

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد السيد عبدالعزيز البوهاشم السيد، باحث في التاريخ والتراث القطري «، أن صيامه الأول كان تجربة لا تُنسى، بدأت بدعم من والده وعمه، حيث بدأ الصيام بشكل تدريجي منذ سن السابعة، حتى تمكن من صيام الشهر كاملًا وهو في التاسعة.

وأوضح السيد عبدالعزيز البوهاشم السيد، في تصريحات خاصة لـ «العرب» أن الصيام في ذلك الوقت كان جزءًا من التربية الأسرية، حيث نشأ في «البيت الكبير» وكان في مدينة الوكرة، وهو منزل العائلة الذي جمع والده وأعمامه تحت سقف واحد، مما ساهم في تعزيز روح الانضباط وتحمل المسؤولية منذ الصغر. وأضاف: «كنت أشعر أنني أكبر من عمري بسبب انخراطي المبكر مع الكبار في أمور التجارة والحياة اليومية، وكان والدي يرى أن الصيام خطوة أساسية في هذا النضج».

رمضان الستينيات
وعن الأجواء الأسرية في رمضان خلال ستينيات القرن الماضي، أوضح عبدالعزيز البوهاشم السيد، أن العائلات كانت تعيش في منازل كبيرة تضم عدة أجيال، حيث يجتمع الأبناء والأحفاد مع الأجداد في بيت واحد، مما عزز الروابط العائلية، مشيرا إلى أن «إفطار رمضان لم يكن مجرد وجبة، بل مناسبة يجتمع فيها الجميع حول سفرة واحدة، حيث يتشاركون الطعام والحديث، ويتبادلون القصص والنصائح مما عزز الترابط بين افراد العائلة ومن ثم المجتمع عموما.
وأشار إلى أن دور الجيران كان بارزًا في تلك الفترة، حيث كان التواصل الاجتماعي أكثر قوة مما هو عليه اليوم، فالجيران بمثابة العائلة الثانية، يتفقدون بعضهم البعض، ويهتمون بأحوال الصائمين، بل وكان للكبار في الحي سلطة مجتمعية تحث الأطفال على السلوك القويم، قائلًا: «كان الجار يمر على بيوت الحي، يوجهنا وينصحنا، وأحيانًا يوبخنا إن أخطأنا، ولم يكن ذلك مستغربًا، بل كان أمرًا متفقًا عليه بين الأهالي.».
 

ألعاب شعبية وتواصل اجتماعي
أما عن الحياة الاجتماعية بعد الإفطار، فأشار السيد إلى أن الأطفال كانوا يتجمعون للعب في الحي بعد أداء صلاة التراويح، حيث كانت الألعاب الشعبية مثل «التيلا»، و»الدوامة»، و»الدحروج» جزءًا لا يتجزأ من يوميات رمضان، وكانت الساحات والمجالس الشعبية تتحول إلى أماكن لقاء يتجمع فيها الصغار والكبار.
وأضاف: «لم تكن هناك هواتف أو وسائل ترفيه حديثة، لكن كان التواصل أكثر دفئًا، حيث يتزاور الجيران، ويتبادلون الأطعمة، ويتشاركون الأحاديث، وكانت المجالس تعج بالنقاشات حول الحياة والتجارة والأحداث اليومية، وكان الأطفال يستمعون للكبار ويتعلمون منهم».
وحول أول مكافأة حصل عليها بعد صيامه الكامل، قال السيد: «عمي رحمه الله منحني خمسة روبيات، وكان لها قيمة كبيرة حينها، كما كان القرنقعوه جزءًا من المكافأة، حيث كنا نتجول على البيوت ونجمع الحلوى والمكسرات، وكانت العيدية من الأهل والجيران تضيف بهجة خاصة للعيد».
وختم السيد حديثه بالتأكيد على أن رمضان في الماضي كان مختلفًا بطقوسه البسيطة وقيمه الراسخة، حيث كانت العائلات أكثر تلاحمًا، والجيران أكثر قربًا، والمجتمع أكثر ترابطًا، مما جعل هذه الذكريات راسخة في وجدانه حتى اليوم كما كان العيد له متعة خاصة وطبيعة استثنائية حيث يتجمع الجميع للحصول على العيدية سواء من الأقارب أو كل من يمر علينا من المعارف وكان صباح العيد لابد ان يكون الطعام لحما في الصباح الباكر مع الأكلات القطرية المعروفة مؤكدا ان بهجة هذه الأيام لا تنسى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق