مؤتمر «بناء الجسور» بمكَّة.. اليوم

خالد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
اتَّفق دعاةٌ مختصُّون، على أهميَّة مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب الإسلاميَّة»، الذي ينطلق اليوم، في مكَّة المكرَّمة، برعاية خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك بهدف دعم المبادرات التي ترسِّخ مفهوم التَّعايش السلمي، وتعزيز الحوار بين المذاهب الإسلاميَّة، بما يحقِّق التضامن والتعاون بين المسلمين، ويحدُّ من النزاعات والخلافات الفكريَّة، التي قد يستغلُّها أعداءُ الأُمَّة لإثارة الفُرقة والتناحر.ويأمل المشاركون في أنْ يسفرَ المؤتمرُ عن إطلاق مبادرات عمليَّة لتعزيز التقارب المذهبيِّ، والعمل على إصدار وثيقة إسلاميَّة جامعة، تحدِّد القواسم المشتركة بين المذاهب، وترسم خارطة طريق لتكريس التعايش السلمي.

يرى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الطَّائف -سابقًا- الدكتور محمد بن رديد المسعودي، أنَّ هذا المؤتمر يعكس إرادة حقيقيَّة لرأب الصَّدع بين المسلمين، مؤكِّدًا أنَّ التقارب المذهبيَّ لا يعني إلغاء الاختلاف، بل ترسيخ مفهوم التنوُّع في إطار الوحدة الإسلاميَّة.

فيما يؤكِّد الدَّاعية محمد مسعود العميري، أنَّ نجاح المؤتمر يتطلَّب تبنِّي خطاب وسطيٍّ، يعزِّز المشترك الدينيَّ والثقافيَّ بين المسلمين، بعيدًا عن النزاعات الجدليَّة التي تكرِّس الفرقة.

وأشار إلى أهميَّة إشراك الشباب في هذا الحوار، كونهم الأكثر تأثرًا بالخطابات المتشدِّدة.

ودأب خادمُ الحرمين الشَّريفين وسموُّ وليِّ عهده الأمين الأميرُ محمد بن سلمان على دعم المبادرات التي ترسِّخ مفهوم التعايش السلميِّ، وتعزيز الحوار بين المذاهب الإسلاميَّة.

وفي هذا السياق، أوضح الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلاميِّ، أنَّ هذا المؤتمر يأتي استكمالًا للجهود التي تبذلها الرابطةُ، برعاية القيادة السعوديَّة؛ لتعزيز اللُّحمة الإسلاميَّة، وتقوية أواصر التَّقارب بين مختلف المذاهب، مشيرًا إلى أنَّ المؤتمر يهدف إلى ترسيخ القيم المشتركة بين المسلمين، وإيجاد حلول مستدامة للخلافات المذهبيَّة.

وجاءت فكرة المؤتمر، استجابةً لحاجة مُلحَّة في العالم الإسلاميِّ لخطاب عقلانيٍّ ومسؤول يُقرِّب وجهات النَّظر بين المذاهب الإسلاميَّة المختلفة، ويواجه موجات التعصُّب والتطرُّف التي ساهمت في تأجيج النزاعات في بعض الدول.

كما أنَّ التحدِّيات السياسيَّة والاجتماعيَّة التي تعصف بالعالم الإسلاميِّ، والتَّوظيف السلبي للاختلافات المذهبيَّة في الصراعات الإقليميَّة، زادت من أهميَّة إيجاد منصَّة حواريَّة تجمع رموز الفكر الإسلاميِّ من مختلف الأطياف؛ لمناقشة سبل التعايش والتعاون.

ويأمل المشاركُون في أنْ يسفر هذا المؤتمر عن إطلاق مبادرات عمليَّة؛ لتعزيز التقارب المذهبيِّ، والعمل على إصدار وثيقة إسلاميَّة جامعة، تحدِّد القواسم المشتركة بين المذاهب، وترسم خارطة طريق لتكريس التعايش السلميِّ.

كما يُنتظر أنْ يفضي المؤتمر إلى توصيات تدعو إلى تطوير مناهج التَّعليم الدِّينيِّ، بحيث تسهم في غرس ثقافة احترام التنوُّع المذهبيِّ، وكذلك تعزيز دور المؤسَّسات الإسلاميَّة الكُبْرى، في تقريب وجهات النَّظر بين العلماء والمفكِّرين، إضافة إلى إنشاء آليَّات مُستدامة للحوار المذهبيِّ تضمنُ استمراريَّة الجهود المبذولة في هذا المجال.

ويأتي هذا المؤتمر، كرسالة سلام من مكَّة المكرَّمة، إلى العالم الإسلاميِّ، مفادها أنَّ الإسلامَ دِينُ وحدةٍ وسلامٍ، وأنَّ الاختلافاتِ الفكريَّةَ والمذهبيَّةَ لا ينبغِي أنْ تكونَ سببًا للفرقةِ والنزاعِ، بلْ تكون مصدرًا للثَّراء والتنوُّعِ الحضاريِّ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق