يعد كتاب «الثقافة في الكويت» للدكتور خليفة الوقيان من أهم المراجع العلمية، وأبرزها في توثيق تاريخ الكويت في وقت مبكر جداً في شتى المجالات، إذ استند المؤلف الى مراجع رصينة، وفق منهج علمي محكم ودقيق، والقراءة العلمية الحصيفة.
على عكس ما أجمعت عليه «شموع الاستنارة»، والمفكرين، والمؤرخين، بشأن القيمة العلمية لكتاب «الثقافة في الكويت»، والجهد البحثي المبذول، اختار الدكتور عبدالرحمن الإبراهيم، وهو المتخصص في التاريخ كما يفترض، تحريف، واجتزاء، بقصد هدر الحقائق الموثقة علمياً، بصورة غير منهجية لكتاب الدكتور الوقيان الذي يشكل ثروة علمية!
اعتماداً على «أغلفة» بعض الكتب المختارة، والتحريف لمقاصد ما انتهى إليه الدكتور خليفة الوقيان في كتابه «الثقافة في الكويت» وكتابه «القضية العربية»، قدم الدكتور الإبراهيم صورة مشوهة، ومحرفة، ومبتورة، لتاريخ الكويت، وشخصيات ذات صلة في نهضة الكويت التعليمية، والثقافية في كتابه «لا يكتب التاريخ مرة واحدة»، وهو عبارة عن مجموعة مقالات انحرفت عن جادة البحث العلمي، والحياد المنهجي، في التحليل، والتدقيق، لشأن الكويت الثقافي في مراحل مبكرة جداً بقصد التشويه، والتحريف، والاجتزاء، والبتر!
بأسلوب حكيم وهادئ، ومنهج علمي، كعادته المعهودة، نشر الدكتور خليفة الوقيان رداً علمياً حديثاً في موقع «تاريخ الكويت»، على المغالطات، والاجتزاء، والبتر التي وردت في كتاب الدكتور الإبراهيم للحقائق الموثقة في كُتب الدكتور الوقيان التي استندت إلى مراجع علمية رصينة، وليست أغلفة كتب متواضعة، وخصوصا في ما يتعلق بنسبة عثمان بن سند إلى البصرة وليس للكويت، كما وثقها الدكتور الوقيان، ومراجع أخرى.
شدد الدكتور الوقيان مجدداً على حقيقة نسبة عثمان بن سند إلى الكويت، وليس البصرة كما ورد في كتاب الدكتور الإبراهيم اعتماداً على الكاتب العراقي الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف، بسبب اعجاب الثاني بالأخير، وتلاقي المقاصد من التحريف، والاجتزاء، واقحام البصرة في النسب الكويتي لكل من عثمان بن سند، وعبدالجليل الطبطبائي.
وتصدى الدكتور الوقيان بشدة لاعتماد الدكتور الإبراهيم على بعض أغلفة الكتب، ومنها ما زعمه الكاتب العراقي رؤوف بشأن اسم «عثمان بن سند البصري» على غلاف كتاب «سبائك العسجد» المطبوع في الهند.
عرض الدكتور الوقيان في رده رأي الدكتور الإبراهيم بنصه الحرفي، وما ورد من مغالطات، وقراءة مبتورة، واجتزاء لكتاب «الثقافة في الكويت» وغيره، وقدم الدكتور الوقيان مجددا الدليل العلمي في «القراءة النقدية» لكتاب «لا يكتب التاريخ مرة أخرى»، مع تقديم الأدلة على عدم صواب منهج البحث، والتحليل غير الأكاديمي والعلمي للتاريخ من قبل الدكتور الإبراهيم.
ناقش الدكتور الوقيان بالحجة العلمية البرهان على عدم صحة وسلامة رأي الدكتور الإبراهيم بشأن اسم الكويت قبل ولادة عثمان بن سند، وما ذكره الرحالة السوري مرتضى بن علوان حين مر بالكويت في العام 1709 ميلادية، وقبل مرور «علوان» بها.
وشدد الدكتور الوقيان على أن الكويت تأسست في العام 1613، كبرهان على وجود الكويت، ورد علمي على الدكتور الإبراهيم الذي سعى إلى نفي وجود الكويت في تلك المراحل التاريخية المبكرة!
أما بالنسبة، لما ورد بشأن عبدالجليل الطبطبائي، وعدم صحة ما نسب عن كونه عبدالجليل «البصري»، فقد فند الدكتور الوقيان الخطأ العلمي الفاحش الذي وقع فيه الدكتور الإبراهيم، و»التأويل بعيداً عن المقاصد» للدكتور الوقيان، أو مبتورة من سياقتها.
فات على الدكتور الإبراهيم بإرادته، أو بتعمد، أو بإهمال شخصي، ما ورد في مقالة من حلقتين سبق نشرهما للدكتور الوقيان، وهما عبارة عن نقد علمي لما ورد في تحقيق الدكتور محمد الطبطبائي لديوان «روض الخل والخليل»، إذ تم تفنيد ما ورد في الديوان بالأسانيد العلمية، وبأسلوب منهجي دقيق.
كان من المفترض أن تنشر إحدى الصحف اليومية رد الدكتور الوقيان وتعليقه، ولكن حين تم الاعداد للنشر، اكتشف الدكتور الوقيان بفطنته العلمية محاولة التضليل والتحريف، والاجتزاء، والخيانة المهنية، والخروج عن قيم الأمانة الصحافية.
حسم الدكتور الوقيان قراره برفض نشر رده، وتفنيده العلمي في تلك الصحيفة، والنشر في موقع آخر أكثر أمانة، وحرصا على التوثيق، وهو موقع «تاريخ الكويت»، من دون اجتزاء وتحريف في نشر أغلفة الكتب التي ترجح وجهة نظر الدكتور الإبراهيم وليس المراجع، التي وثقها الدكتور الوقيان، واعتمد عليها في القراءة النقدية.
الأمر الواضح أن ثمة مشكلة في الأمانة الصحافية والعلمية، وثمة مشكلة أخرى في عدم وجود صحف يومية متخصصة في الشأن الثقافي الكويتي، إذ يخضع الشأن الثقافي لمزاج محرر صفحة الثقافة أو «الملف الثقافي»، وحذف بعض الأجزاء المهمة من نص القراءة النقدية للدكتور الوقيان، بغاية تأويل النصوص والمقاصد!
والواضح، أيضاً، أن عملية المراجعة والتدقيق للقراءة النقدية للدكتور الوقيان من المشرف العام على النشر، تكاد تكون معدومة، إن لم تكن مفقودة نهائياً، حيث لم تتم مقارنة النص المنشور في موقع «تاريخ الكويت»، مع مسودة المادة المبتورة قبل النشر، في تلك الصحيفة اليومية، وتقصي أسباب رفض الدكتور الوقيان عن النشر!
0 تعليق