الأحد 09 مارس 2025

تم نسخ الرابط بنجاح

شجون
مجرمة "عرس الجهراء" نالت التعاطف... وأسرة "الطفلة آمنة" توجهوا للقضاء
فالح العنزي
في لمحة عابرة على الدراما التلفزيونية في رمضان 2025 خصوصا بعد مرور عشرة أيام على بداية السباق الدرامي أصبح بالامكان تقييم المسلسلات على اختلاف مجالاتها التراجيدية والكوميدية والفنتازية وحتى التراثية والتاريخية، وسنحاول من خلال رصد "السياسة" اليومي لمستوى ما قُدم حتى الآن ومستقبلا تسليط الضوء على الاعمال التي فاجأت المشاهدين أو التي خيّبت الظن وظهرت عكس التوقعات:
"وحوش شاشا"
ربما هو الأعلى مشاهدة بين مسلسلات رمضان2025، مسلسل من تأليف فيصل البلوشي الذي شرع أبوابا بمساحات جديدة لم تُطرق من قبل وهذا يتماشى مع توجهات القائمين على منصة شاشا التي سبق أن تعرفنا على سلسلة انتاجاتها، والتي كان آخرها "السجين النصاب"، في "وحوش 2025" كان كل شيء يستحق الاشادة والثناء على ما قدمه المخرج اللبناني سعيد الماروق من صورة بصرية ثرية بالحالات الانسانية ومتناقضاتها، اكتشاف جديد لمجموعة من الممثلين الشباب في كراكترات مختلفة أثبتوا أنهم فقط ينتظرون الفرصة للتعبير عن مواهبهم المدفونة، أربع قصص الآن قدمتها "شاشا" مستوحاة من قصص حقيقية لكن تم تقديمها بأسماء بديلة طرحت على شكل سلسلة حلقات تناولت اكثر من حادثة شغلت الرأي العام المحلي والخليجي والعربي واصبحت قضايا عامة شهيرة نال مرتكبوها العقاب الذي يستحقونه من إعدام وسجن مؤبد، قضايا "الطفلة آمنة"، و"عرس الجهراء" و"وحش حولي" و "سارق البنوك"، أفكار لم يسبق تناولها تلفزيونيا ومن الطبيعي أن يثير تجسيدها على الشاشة جدلا كبيرا خصوصا في حال عدم الحصول على موافقات اصحاب القضية مثلما حدث مع اسرة الطفلة الآمنة والذين توجهوا رسميا لمقاضاة من فتح جروحا غائرة، فالحكمة تقول من أراد أن يشفى من جراحه عليه أن لا يلمسها فكيف الحال اذا ما فتحها شخص غريب ليس من حقه ذلك، لن نخوض في وجهات النظر التي ذهبت في اتجاهات عدة انسانية وقانونية واسئلة مشروعة فرضت نفسها، نتوقف عند ما شاهدناه على شاشة "شاشا" والجرأة في تناول هذه النوعية من القضايا الحساسة والشائكة وكيف يمكن الحفاظ على الخيط الرفيع الذي يفصل "الجروح والتجريح"، تفاصيل عديدة كانت محل نقاش حاد خصوصا بين من كان حاضرا ومعايشا للقصة الحقيقية، الحياد في تناول الحادثة وأبعادها تحت قيادة مخرج متمكن ومتفهّم لما تم تزويده به من تفاصيل وبلورة السيناريو المكتوب الى صورة مشهدية واقعية، في الحادثة الثانية تفاعل المشاهدون مع جنون الأداء التمثيلي الذي قدمته الفنانة شجون في قضية حريق خيمة الجهراء وهي الحادثة المؤلمة والتي ذهب ضحيتها اكثر من 60 امراة وفتاة كن يحضرن مناسبة زفاف لرجل تزوج بالثانية، ومثلما يقولون "ومن الحب ما قتل"، وهنا نتوقف قليلا فالقصة الحقيقية تؤكد أن المجتمع كان ناقما على المجرمة وأن عقوبتها بالاعدام هي الجزاء الحق وخاتمتها لا يعلمها الا الله، لكن اختيار الفنانة شجون صاحبة الشعبية الكبيرة وتكليفها بتجسيد شخصية القاتلة أحدثت فارقا عاطفيا كبيرا، فعلى عكس قتلة آمنة الذين أظهرتهم الحلقات بأبشع صورة ظهرت "عذاري" بصورة نالت تعاطفا غير مسبوق من قبل جمهور شجون الذي يستندها على "الحلوة والمرة" وهنا وقع صناع العمل في مأزق آخر، وهو ردود الأفعال الغاضبة من ذوي بعض ضحايا الحريق وكيف ينقلب الحال من مأساة إلى تعاطف مع القاتلة التي أعمتها بصيرتها عندما تحولت غيرتها الى وقود التهم عشرات الأرواح بلا رحمة، تفاصيل لم تأت الحلقة على ذكرها مثلما ذكرها تفصيليا ضابط مسرح الجريمة الذي ظهر في مقابلة تلفزيونية أكد فيها أن الصدفة ساهمت في اكتشاف الفاعلة عندما كان متواجدا في صباح اليوم التالي لمعاينة مسرح الجريمة حيث كان التحقيق انتهى الى عدم وجود شبهة جنائية لولا أن العاملة المنزلية أبلغته بتواجد الزوجة الأولى في موقع الحادثة وقامت برمي علبة بلاستيكية فوق مظلة السيارات فأخذ الأمر على محمل الجد، وقام بالصعود وعثر على علبة ماء معدنية بها مادة سائلة تبين من رائحتها أنها مادة بنزين ومن هنا انكشفت القاتلة وتغير مجرى القضية الى وجود متهم بارتكاب الجريمة، وهذا ما لم نشاهده في النسخة التلفزيونية. شارك في القصة المستوحاة من قضية " حريق عرس الجهراء" مجموعة من الفنانين منهم شجون وفيصل العميري ومحمد الحداد وهيا عبدالسلام بينما جسد ادوار قتلة الطفلة مجموعة من الممثلين منهم احمد السعيد ومنصور البلوشي وعبدالله البلوشي .
0 تعليق