حوارات
قال أبو تمّام في إحدى قصائده: "قَد يُنعِمُ اللَهُ بِالبَلوى وَإِن عَظُمَت، وَيَبتَلي اللَهُ بَعضَ القَومِ بِالنِعَمِ".
والنعمة هي ما أنعم به الله عزّ وجلّ على الإنسان من صحّة، أو أمن، أو رزق، أو لطائف خفيّة.
ومن بعض أسباب تحوّلها الى نِقَمْة، نذكر ما يلي:
- التّطاول: يتطاول الانسان عندما يتكبّر، وعندما يبدأ يعتقد أنه أفضل من جميع الناس، وعندما يعجب بإفراط بنفسه، او يتجاوز ما لا يحقّ له تجاوزه، او يطلب ما ليس له، وتتحوّل النِعَمْ الى نِقَم بسبب أنّه أثبت للمنطق الأخلاقيّ الكونيّ، أنه لا يستحقّ ما يتمتّع به الآن من نِعَم، وأنها لا بدّ أن تزول أو تتحوّل الى نِقَم، والله أعلم.
- البطر: يبطر الشخص بالنعمة عندما يستخفّها، وعندما يعتقد أنّ حظّه السعيد في الدنيا تحقّق كنتيجة لقدراته، ولجهده الشخصي فقط، وليس بتوفيق ربّ العباد، وتتحوّل النعمة ربما الى بلوى مهلكة عندما يوغل المرء في ضلال البطر.
- إيذاء الأبرار: يؤذي ويظلم الانسان أشخاصاً أبرارا صالحين، وكثيري الطاعة لربّهم عزّ وجلّ، لا سيما من لا ملجأ لهم سوى الله عزّ شأنه، ويقول المولى في كتابه الكريم: "نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ" (فصلت 31).
- استعمال النعمة في ما ليست مخصّصة له: يستعمل بعض الناس نِعَمْ الله عزّ شأنه في ما ليست معدّة له، مثل نشر الفساد في الأرض، أو للتكبّر أو للبغي على الناس. والنتيجة المتوقّعة لهذا السلوك الفاسد لا تخرج عن تحوّل النعمة الى بلوى، والعياذ بالله. تأليه الذّات: يظنّ بعض المضطربين أخلاقياً أنّ نِعَمَ الله عليهم أتت بسبب توحّدهم، ولهم في قارون عبرة: "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ" (القصص 81).
- الشماتة بمن هو مُبتَلى: يشمت البعض بمن ابتلاه الله عزّ وجلّ، وربما يفرحون بما أصابه، مع أنه لم يؤذهم إطلاقاً، وفي الحديث الشريف: "إنَّ مِن أربَى الرِّبا الاستِطالةُ في عِرْضِ المسلِمِ بغيرِ حقٍّ".
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق